الخميس، ٣ ديسمبر ٢٠٠٩

جدد حياتك

دعني أشيد مملكة من الأفراح .. عنوانها لا حسرة علي مافات
قل مضت أوقات عصيبة بهمها..فاليوم نحن محاربون جدد
خذ من ماضي أحزانك عبرة .. لكن لا تدعها تأثرك
إن القلوب بالأحزان معلقة.. والنبش فيها اكبر متعة
فالهم يزيد الجسم سقما .. فيسقط في مغارات الوهن
جدد حياتك بتفكر حلمك.. فليس لك إلا هو منقذا
لا تبكي صديقا خادعا .. أو رفيقا لك تاركا
إن الإخلاص لا يشتري.. بل هو خلقا لصاحبه لاصق
اجعل من قصص أمجادك دافعا .. وبذكر حلمك متشدقا
أن قلبي بالأمل متعلقا.. يهابه شيطانا كافرا ماردا
انظر لوجهك في المرآة مخاطبا.. كفاك حزنا فالدنيا ذاهبة
فليس الميت من فارقت روحه.. ولكن من عاش في الحياة كئيبا
فولله لأكون أولا.. في صفوف مضيي شموع الأمل
جدد حياتك وافتح صفحة بيضاء.. بلا عوائق تؤلم
دع الظلام للباكين أطلالا.. فالنور اصدق وأوضح موطئا
أري في الشمس اكبر نموذج.. تغرب حزينة وتصبح مشرقة
لا تبكي قمرا تتمني لقاءه.. فهو لها أملا متجددا
تستمد منه سر وجودها .. لتحيا حياة ذات منافع
فيا صاحبي أتمني لقاءك دوما.. رافعا علما أجنحته الأمل



الاثنين، ٣٠ نوفمبر ٢٠٠٩

ليلة بكت فيها

في ليلة من ليالي الحياة.. أسدل ستار مسرحية العظماء
ليلة تبدلت فيها الأدوار .. أزيلت معايير اختيار السلطان
ليلة ضاعت فيها القدوات .. صار الضباب عنوان الجلسات
ليلة سقطت فيها صورة .. رسمتها يدها علقت اعلي الحائط
تحطمت كل ملامحها .. لدرجة عجز فنان فذ إعادتها
عجز عن الدفاع
ليلة عجز اللسان عن الدفاع.. فالمتهم والمجني عليها تؤمان
كيف وبما تدافع عن نفسها.. وأي دليل براءة يعني إدانة
أتحضر محام يسرد وقائع الاتهام.. أم تكتفي بالسكوت وترتدي اللجام
أتجد القاضي العادل ولكن.. كيف وهي تخشي توجيه أي اتهام
صراعات تطاردها بعنف.. يبعدها عنها تذكر أيام حسان
صمت واعتلال
التزمت الصمت وعدم الإعلان.. فهذا في عرفها حرام
توقفت الجوارج عن الحراك.. سقم الجسد واعتل
أحبت سريرا هامدا ينتظر .. أي واهن يلجأ إليه
سردت له ماتعانيه بوضوح..فأصبح صديق محنة
تناثرت التساؤلات عن الأسباب.. فأعلنها طبيب بلا نقاش
محاولة النسيان
بشتي الطرق حاولت النسيان.. ولكنه صار في وضع المحال
باتت في وضع الجدال.. كيف تصمت وتطالب جسدا بالشفاء
فأي طبيب يزيل الآم ..لازال العقل بها لاصيق حفيظ
أتطلب ميتا يواري التراب .. أتأمر نجما يسكن سحاب
أيداوي هذا مجرد اعتذار .. أم تنتظر حتي لقاء جاد

الثلاثاء، ١٠ نوفمبر ٢٠٠٩

أقنعة الألوان

ليست إلا بضعة ألوان.. تتشكل حسب الأجواء
تحركها أطياف الحياة.. بلا هوادة أو إحسان
تعيش من اجل الإرضاء.. ليس لدافعا أو اقتناع
تراها زاهية الأضواء .. فهي دائمة الخداع
تعودت أن تبدو كما تشاء.. فبيدها دائرة الألوان
براءة لا خداع
لا تحسبها حية حمقاء .. تتحرك بحرفية كما تشاء
لتنقض علي الفرائس.. بلا رحمة أو توسلات
لكنها باختصار وجدت .. الحياة سوق بلا فصال
تتغير بداخلها كما تشاء.. وليس للآخرين ذنب الجفاء
فألوانها لها وحدها تحفظها .. داخل غرفة الأقدار
حقيقة لا خفاء
ولكن بنظرة متأنية .. تلمح حقيقتها دون اصطناع
تراها بيضاء نقية ليلة.. لا تبكي فيها آلام عضال
تبدو سوداء خانقة.. عندما تطاردها الأحزان
تظهر بهيئة رمادية .. وقت تختلط الأوضاع
لونها الأخضر يضئ .. بمجرد ذكرها باستحسان
اللون المفقود
ولكن لونا قرمزيا مفقودا .. تنتظر ظهوره بل تتمناه
يوم تتوحد فيه الأقدار.. وتتوحد لغة الحوار
يوم تعود الروح للحياة .. يوم تتحقق فيه الآمال
تقر فيه بكل ما تكنه .. تظهر بعده بكافة الأوضاع
تعلنها دون خفاء وخداع .. هذه أنا بلا قناع



الأربعاء، ٢٨ أكتوبر ٢٠٠٩

فاقد الشئ

لحظات من الصمت تنتابها.....تشعر فيها براحة ليس لها مجال
تخفي خلفها خوفها وخجلها.....تجد فيها مأمنها من فلتات لسأنها
أصبحت للهدوء متيمة عاشقة.....لدرجة جف حلقها وأنعقد
قالت في سريرة نفسها.....ليس لضعفي الان موضعا
فانا غامضة غير واضحة.....يعجز عظيما فك شفرتي
خفايا وظواهر
ينظر اليها اقرانها باعجاب.....صارت عندهم في منزلة الحكماء
أصبح سكونها موضع إشادة.....وجدوا فيه ثبات وعمق ذو اتساع
يتابعونها من خلف الستار لكن.....يهابون الاقتراب فهذا محال
تبدو جزيرة وسط بحر الظلمات.....قد تحوي وحوش بل الارجح كنوز
تحتاج لسفية تسير خلف منارة.....لكنها باختصار مجرد سؤال
سؤال وجواب
سألوها لماذا تزهدين حكما؟!.....قالت فاقد الشئ لايعطيه
تابعوا مدينا من غزير علمك.....قالت خدعوكم فقالوا اني من العلماء
الحوا السؤال لماذا تخشي الحديث؟.....اهو تعاليا ام تضليل الحاسدين؟!
تمعنت فإذا التعالي اكبر الاعداء.....والحسد في عرفها شبح بلا ظلال
أجابت المرء مخبوء تحت لسأنه.....وانا امقت لوم اللائمين
لوم واتهام
تعجبوا ماذا تقصدين ونرجو.....توضيح دون إخلال
قالت ان الصدق شعاري..... والخداع ألد الاعداء
تسألوا لماذا البلاغة..... فنحن من البسطاء؟!
قالت انا أبسط لكن.....أخشي حكمة بلا أفعال
قالوا انك من السفهاء.....تجافين فقراء بلا اموال
حيرة بلا اختيار
أصبحت في حيرة بلا اختيار.....أما الكلام او سوء الختام
أهي قصيدة بلا عنوان.....او سفينة بلا ربان
كيف ..أتعطي ماتفقده ام.....لعل من التكرار يكون الالمام
أتعلنها صراحة لكل العوام .....إنها تهاب حتي الاحتكاك
تخشي طيفا بلا أوصاف .....تملك صمتا خلفه خوفا بلا ابعاد

الأربعاء، ١٤ أكتوبر ٢٠٠٩

اصلاح ما فسد

في نظرة متانية منذ سنوات تقارب الخمس أتذكر عندما دخلت إلي هذا المكان الوعر الذي يصعب الإلمام بكل ما به لأول مرة ، بل ويصعب حتى رؤيته في اشد الأحوال إنارة ، ولكني أردت أن ادخله علي سبيل المغامرة ولربما أغير من معالمه إذ استدعي الأمر ..

صدمت عندما دخلته للمرة الأولي قررت الخروج سريعا منه ولكن بعض الدوافع جعلتني انتظر وأخوض التجربة..

نظرت إلي المكان بكل موضوعية ودون زيف ودون تبرير فهو مكان ملكي أنا ، أردت التعرف علي عيوبه ومزاياه ، وجدت في جولتي الكثير من الأشياء التي تمنعني من الاستمرار في تفقده بشدة ، ولكنني اصريت.

ويا لهول الصدمة عندما اكتشفت أثار سيئة في هذا المكان سببها أنا ، فساد , تكسير , دمار ، أغمضت عينأي وقلت يا لكي من مفسدة اانتي بكل هذا الشر ، لماذا افسدي هذا المكان ؟ كان يجدر بكي إن تحافظي عليه ، قضيت وقت طويل في النظر إلي ما أصاب المكان من تدمير وألوم متسببته فإنها للأسف أنا ، دموع تتساقط لعلها تخفف ما رأت ولكن هل من فائدة؟! ..

تمعنت الأمر وقلت :" لا إنني لم انظر جيدا علي باقي المكان ، عدت ونظرت بدقة فأسرني ما رأيت فوجدت الكثير من الأشياء الجيدة لم أراها للوهلة الأولي " ، فوجدت ابتسامة عريضة تضئ وجهي وفرحت كثيرا لما رأيت ، لكنني عدت للتجهم مرة أخري فإذا بعيوب كثيرة تواجهني في طريق سيري تقطعه بعض الأمور الجيدة .

توقفت وقررت استخدام ميزان كنت أراه أمامي طوال الطريق عالق في المكان فانا مخترعة هذا الميزان أيضا وعزمت علي وضع الأشياء التي فسدت في كفة والكفة الاخري للأشياء الجيدة ، وكانت صدمة جديدة عندما رجحت كفة الأشياء الفاسدة كثيرا عن الجيدة ، فإذا بي تعيسة مستغربة ومشتتة لا ادري ماذا افعل

جلست علي كرسي في المكان وفكرت ماذا افعل ، هل ساترك المكان بهذا الفساد ؟! فقلت أن الفساد يخلق فساد وقد يمتد إلي الأشياء الجيدة ويطغي عليها ويفسدها هي الاخري ، أم سأعلن الحرب علي الفساد واقضي عليه ؟! ، أم سأستخدم أسلوب المهادنة في البداية؟!.

وهنا قررت سريعا أن أعلن الحرب عليه فلا وقت للمهادنة ، ولكني عدت وقلت وهل سأقدر علي المواجهة بمفردي فأنها الحرب ضروس تحتاج لكثير من الإمدادات والمساندة والتشجيع المعنوي ، ومن يعينك إذا فقدت العزم علي المواصلة ......

لكن رجعت سريعا وقلت من المستحيل إطلاع احد علي هذا المكان فاني اخشي أن يري ما أفسدت بيدي وما تسببت فيه وان كان لمكان أنا املكه ، اخشي أن يستغل احد ضدي هذه النقاط الذي تمثل ضعفي ، فكنت أخاف أن يدخل هذا المكان أحدا وأنا لا أعلم مقدار الفساد الذي به فماذا بعدما رأيت بعيني!! ، وهنا وقفت وأعلنت الدخول في حرب بمفردي معلنة الرغبة الشديدة في الانتصار ..

خرجت من المكان بعزيمة لا تهز في تحقيق النصر فالحرب نصفها في الداخل والنصف الأخر خارجي وكل منهم يساهم في نقاء الأخر

حاولت بكل الطرق وباستخدام كل أدوات الإصلاح ودرست كل أساليب القتال وأسباب النصر وحاولت أن أعيده سريعا إلي نقائه الأول يوم تم بنائه ولكن لم استطع فالعجلة أحيانا بلا فائدة ، تخاذلت وتراجعت للخلف بل وكدت افقد الأمل ولكن تذكرت هول الصدمة عندما رأيت الفساد للوهلة الأولي ، فعدت سريعا وبدأت الرحلة غير متعجلة وغير متخاذلة ..

وبعد فترة ليست بالقليلة ، قررت خوض التجربة مرة أخري والقيام بزيارة متأنية للمكان ، لمعرفة كم من الانتصارات حققت ، ولم أضع احتمال أن يكون هناك أي هزائم لي .. دخلت المكان للمرة الثانية وقد أزيلت الرهبة الأولي ولم اشعر بالخوف الشديد وان كان هناك بعضا منه .. ولكن حب الفضول وإحساسي الشديد بالنجاح كان اكبر منه ..

دخلت المكان بابتسامة عريضة وازدات عندما وجدت أول العيوب وأشكال الفساد في مدخل المكان قد انمحت تماما والبعض الأخر قد قلت عيوبه وبدأت في الاستجابة لحملة "النظافة" كما سميتها ، ولكني صدمت عندما اكتشفت عيوب أخري لم تكن موجودة من قبل .. انتابني الإحساس بالهزيمة .. نظرت لأعلي فوجدت الميزان أمامي .. قررت استخدامه للمرة الثانية .. فوجدت أن كفة الفساد بدأت في الخفة علي حساب كفة الأشياء الجيدة .. وهو ما أسعدني كثيرا .. وقررت المواصلة حتى أن يصبح لا مقابل للأشياء الجيدة ..

تعددت الزيارات للمكان والفرحة والنصر يزداد في كل زيارة عما قبلها .. كفة الأشياء الجيدة تقوي في مقابل كفة الفساد ..

وفي احدي المرات قررت أن تكون الزيارة يوميا كي أكون "عين علي الفساد" واقضي عليه أول بأول بدلا من تحوله من مرض صغير يصيب المكان إلي وباء يصعب السيطرة عليه ..

ولكن رغم الانتصارات ، فاكتشفت شئ هام جدا كنت غافلة عنه وهو أني وزنت الأمور بميزان من صنعي أنا ، ولم انظر إلي ميزان الناس الآخرين الذين يزنون بها الأمور .. فقد تكون انتصاراتي هزائم بمقياس الآخرين والعكس ..

الجمعة، ٢١ أغسطس ٢٠٠٩

شخابيط (3)


يبدو أن الشخبطة كثرت جدا في هذه المدونة وسنضطر إلي إعطائها كام وش طلاء جديد لكي يخبئ الشخبطة دي ، فكرت توفيرا للنفقات تغير الاسم إلي "شخابيط" ولكني تراجعت سريعا لحبي لاسمها .. يلا ما علينا شوية شخابيط قبل انشغالنا بالشهر الكريم .. كل سنة وانتم بخير

افتقدك كثيرا

نعم افتقدك يا صديقتي ، رغم انه لم يمر علي زواجك أكثر من أسبوع ، ورغم أنني لسة راجعة من بيتك ، وحشني جدا الجلوس معك والحديث في كل شئ ، وحشتني جدا ضحكتك العالية ، وحشني جدا هدوءك الزائد – اللي كان بيثير عصبيتي - ، وحشتني رخامتك – مع الاعتذار طبعا موش لاقية كلمة تعبر غير كدا - ، احلم بان استيقظ من النوم واجدك ترشين الماء فوق وجهي رغم إنها كان تعصبني أيضا ، اليوم أول أيام صلاة التراويح موش متخيلة اذهب إلي المسجد دونك – رغم تاخيرنا دائما بسببك وصلاتنا في الصفوف الخلفية - ، ينقصني الكثير بدونك ، أتذكر أيامنا سويا اضحك كثيرا وأنا استرجعها .. أتعصب جدا وأنا استرجع مواقف يوم فرحك ورجلي توجعني .. افرح كثيرا عندما اعلم أنني هرتاح شوية من الرخامة .. مواعيدي ستعود للانتظام لأنك كنتي سبب إخلالها.
ولكن رغم ذلك فانا سعيدة جدا جدا لفرحك وسعادتك ربنا يدمها عليكي ، واهو الواحد برده هيتوفر له وقت طويل كنت بقضيه في الرغي معاكي وان كان مرتبي هيروح كله علي التليفون فتحول الرغي له شوية .

قلق وخوف

يسيطر علي منذ فترة إحساس شديد بالقلق تطور إلي خوف شديد ، أخشي أن يدفعي إلي اتخاذ قرار متسرع اندم عليه فيما بعد ، ما يزيد هذا الإحساس داخلي عدم اقتناع كثير ممن أثق فيهم ببعض خطواتي بل انتقادي فيها ولكنني مقتنعة جدا بها ، لا أحب اتخاذ قرارات فردية أحب أن تكون كل خطوة من خطواتي بتشجيع ومباركة منهم .. ربنا يهدينا إلي الخير والصواب.

التيار يجرفنا

إحساس بالضعف عندما يترك الإنسان نفسه لتيار الحياة يجرفه كما يشاء ويقف سلبي لا يحاول أن يحول هو التيار كما يشاء ويريد ، موقف أكثر سلبية عندما تدرك ذلك وتتمادي فيه ، يضيع أوقات كبيرة من عمره دون إنجاز أي شئ وهو يتفرج ، يحول اهتماماته للاسوء وهو لا يتحرك ، يربط حياته بشئ واحد إذا تحقق يعتقد انه اسعد إنسان وان فشل يعتقد انه فقد كل شئ وخاب رجائه ..

إساءة ولكن..

دائما ما نكون ناقمين علي من يسئ إلينا .. لم نفكر كثيرا في الاستفادة من هذه الإساءة بل نركز علي كيفية رد الإساءة إليه أو تركيز التفكير في الحزن .. لم نجرب كيفية نسيان الإساءة والتسامح مع مرتكبها .. لم نحاول التفكير في الايجابيات التي أنتجتها هذه الإساءة وان كانت داخلك أنت فقط .. لم نجرب أن نشكر من أساء إلينا عندما ينتج عن هذه الإساءة شئ جيد أو يعوضك الله بشئ أفضل أو تدرك بأنه ابتلاء من الله واختبار لقدرتك علي التحمل.

الأحد، ٢٦ يوليو ٢٠٠٩

الأشباح تطاردني

أتذكر هوسي الشديد وأنا صغيرة بمتابعة حكايات أمثالي من ابناء الجيران أو زملاء الدراسة عن الأشباح والعفاريت فبخيال الأطفال كانوا يسرحون وهم يحكون كيف رأوا العفاريت واستطاعوا أن يهربوا منها وكلها من وحي الخيال.

وأتذكر أيضا كيف كنت اخشي من ظلي في الضوء الضعيف وأقول عليه انه عفريت ويجري خلفي ولم أدرك وقتها رغم توضيح أمي لي انه انعكاس لحركاتي أنا ، كنت دائما أخاف أسير في احدي المناطق الخاوية لتردد الأحاديث عن وجود عفريت يجلس علي حجر كبير ، كلما أمر علي هذا المكان الآن بعد أن أصبح عامر بالسكان اضحك جدا وأقول لمن معي حكايته معي.

مع تقدم السن أصبحت أري الأشباح بنظرة أخري فمن تصرفاتنا الشخصية نري الأشباح تطاردنا أحيانا ونطاردها نحن في أحيان أخري ..

فلم يعد الشبح الذي أخاف منه تلك الظل لبعض الأشياء أو الشبح في حكايات الأطفال فأصبح الشبح لي بعض الأشخاص الذي أراهم بعيني ولكن لا اخشي منهم بل اخشي أن أكون مثلهم ، فاعرض أن مثل هذا العمل مع أني قد أكون مقنعة به حتى لا أكون مثل فلان أو فلانة .

بل ونتصاحب علي أشباح بمحط إرادتنا، فهذه الشخصية تطاردني بأفعالها وبأخلاقها وتميزها وتدينها فأتمني أن تكون شبح لي استمد منها نقاط قوتها وتميزها وأخلاقها وفي نفس الوقت أخاف من نقاط ضعفها أو عيوبها كما أراها أنا وأحاول أن اهرب منها .

عندما أفكر في بعض الموضوعات تطاردني أشباح بعض الأفراد فشبح كل منهم يقول وجهة نظره في الموضوع وقد يكون احد هذه الأشباح هو شبحي أنا شبح عقلي الذي ينازعه أشباح عقول الآخرين.


الأربعاء، ٢٤ يونيو ٢٠٠٩

ورحلت ..

في مسرح الارواح وقفت
أترقب عجائب ومآسي
وقفت هادئة رزينة متحيرة
أشاهد أحداث لعالم لست قاطنه
نظرت بدقة في مكان اجهله
فإذا عيون تبكي وأخري تتصنع
دققت النظر فإذا جنازات متعددة
بدا لي من بعيد نعشا
حوله زحام وضجيج
تجمع حوله أناس لست اجهلهم
ذهبت وتسألت لمن يكون ؟!
وجهت بنظرات لائمة وأخري قاتلة
ولم أجد اية إجابات شافية
****
جاء من بعيد شيخ حكيم
قرب وقال بصوت حزين
هؤلاء يبكون روحا
كانت للحياة محبة
وللفرح خير رفيق
عصف بها غدر الزمان
وتكالب عليها أعاصير الحياة
فتاهت وسط الأحزان
وسط تصارعات الاحلام
استسلمت للآلام
أحست بضالة نفسها
فأصبحت دمي يحركها البلهاء
****
فبكيت علي روحا كانت عزيزة
قتلها صمتها وحبها لوحدتها
وجني عليها كبريائها
فشيع جنازتها وميض ابتسامتها
وجدت نفسها في مقبرة من صنعها
اغلق عليها قبرها فأصبحت
وحيدة في عالم من اختيارها
ولكن لم تصبح هي قائده
فرأت الناس من حولها
لايبكون ايامها
ارادوا ان يتناسوها
فبدونها لن تقف حياتهم
يذرفون الدموع عليها رياء
واحيانا تبخل مقلاتهم عن توديعها
***
وبعد حيرة وخوف من مصيرها
اسدلت بيدي ستارا اسودا
لينهي مسرحية من تاليفي انا
فانا فيها البطل والحكم



السبت، ٦ يونيو ٢٠٠٩

وتعثر القلم ..


تعثر القلم من جديد .. وعجز عن الكتابة .. فقد الشهية لكتابة أي شئ .. وقف عاجزا عن التعبير عما يدور بذهن ممسكه .. اهو حقا نوع من الفراغ العقلي؟! .. أم تعثر بسبب رغبة في عدم البوح؟!.. أيخجل أن يكتب أم يري أن الصمت ابلغ من الكلام؟! .. أوجد أن عدم التعبير عما يدور بالذهن وسيلة من وسائل نسيانه أم انه نوع من التجاهل؟!.

هل يحب القلم الروح بهذه الدرجة لدرجة جعلته يتوحد معها أم انها فرصة لفترة كسل وراحة كان يتمناها؟!..

ما بالك أيها القلم تبدو عاجزا ..... هل أصابك الحزن والكرب
أتبكي علي روحا فقدت رونقها ..... أم تحب أن تتورع من نهايتها
أوجدت في عذابها فرحك ..... أم عمي الدمع عيونك الغراء
أتحزن علي نفسنا أصابها الوهن..... أم تري في صمتها خجلا
أتؤمن بالحكمة العظيمة القائلة ..... إن الصمت ابلغ من البوح
أتحرص علي روحا تبدو تائهة..... أم تري أنها للحزن كارهة
أعجزت أن تكون للمثل فاعلا..... انه من قلب الألم يخرج الفرج
أتعتقد إنها للتفاؤل عائدة ..... أم أن الحزن أصبح لها صائدا
*********
ما بالك أيها القلم أراك فقيرا..... لمطالب الآخرين تبدو عزيزا
أللروح أصبحت مطيعا ..... أم لحبها سرت أسيرا
أتسأل اهو حبا أم عشقا..... أم أني في لغة العيون بليدا
امن اجلها تتلقي اللوم ..... أم مثلها تبكي الأطلال
أني أري في جفائك عجزا ..... وفي تعثرك حزنا عميقا
أحزمت الأمتعة وللرحيل عازما..... أم انك للغربة كارها
أتري مثلها أن الرحيل سبيلا .... وان البعد يولد النسيان
أم انك أصبحت لها ذليلا ..... ولأجل رضاها سرت ديكورا

**********
أني لك أيها القلم ناصحا ..... إن الحزن للإنجاز كارها
إذا أردت أن تستمر قويا ..... فكن للروح صديقا غير وفيا
إن أصابها الفرح والسعد ..... فتبدو لها الخل الوفي
وان أصابها الحزن والكرب ..... فكن لها خائنا وناكرا
لا تنظر لي أني غير أمينا ..... واني للوفاء عدوا
أو تتهمني أني للروح ظالما ..... أو أني عليها متحاملا
لكني أراها للحزن مستسلمة..... وللكرب مفتوحة الذراعين
فعذرا أيها القلم أن كنت قاسيا ..... فالحق دائما شوكة الحلق


الخميس، ١٦ أبريل ٢٠٠٩

لماذا ايها الموت؟!

اخذها غفلة دون ان ندري ، لم يعطي لها او لنا انذارا مسبقا لكي نهيي انفسنا لتقبل الوضع الجديد ، كانت رقيقة بكل ماتحمله الكلمة ، حنونة ، خفيفة الظل ، جريئة ، كانت تملك خفة ظل تجذب كل من حولها اليها ، كانت قادرة علي تحويل المواقف بشكل غريب فهذا الشخص شديد الضيق والغيظ منها ببضع كلمات تخرج من فمها تجعله يستغرب منها ويثني علي قدرتها الهائلة علي تهدئته.. ، كان الأساتذة يطلقون عليها "الشعنونة" .
هذا هو الموت كما قال عنه الشاعر
لا أرفض الموت لكنني أسائله ..... هل ذقت ما أنت بالإنسان فاعله
تأتي بلا شبح تسقي بلا قدح ..... وكل باب – ومهما – أنت داخله

اختارها الموت في وقت كانت مليئة بالحيوية والنشاط والأحلام التي ركزت كل طاقتها لتحقيقها فكانت تعد لزواجها وكانت مشغولة بإتمام باقي جهازها .. كانت تعد كذلك لسيمنار الماجستير بعد زواجها مباشرة

تعرفت عليها علي احد الارصفة اثناء انتظاري لميكروباص يذهب بي من مدينة السادس من اكتوبر الي ميدان لبنان ، وجدتها تقف بجانبي وتقول لي :"انتي رايحة فين" ، استغربت في البداية وقلت لها :"انتي مين اولا وبعدين اقول ليكي" فرددت :"انا كنت من حوالي ساعة معاكي في الاجتماع .. يعني احنا زمايل .. هو انا قصيرة للدرجة دي علشان كدا انتي مشفتنيش" ، فضحكت وقلت لها :"موش تقولي كدا من الصبح .. اهلا وسهلا .. انا هبه.. وأنتي "
فقالت انا "أميرة ، وبيدلعوني يقولوا ليا ياميرة أو مرمور" .. رايحة فين في الشمس الجامدة دي خلصي" ، فقلت لها:" رايحة ميدان لبنان " فقالت :"طريقي تعالي اوصلك" ، فرفضت وشكرتها .

فقالت ليا :"لاتخافي موش هشربك حاجة اصفرا" ، فضحكت وقلت لها :"انتي اللي خافي ممكن اشربك حاجة اخضرا".
ركبت معها ، وجدتها شخصية محترمة جدا .. مثقفة .. خفيفة الظل ، لها حضور عالي جدا.. تخفي وراء خفة دمها وابتسامتها شخصية حكيمة جدا هادئة ، تحدثت معي في امور كثيرة وحكت لي عن اشياء كثيرة في حياتها ، استغربت في البداية لتحدثها معي في اشياء خاصة بها دون ان تعرفي جيدا .. فهذا اول لقاء .. واول كلام بينا

لاحظت ذلك فقالت وهي مبتسمة :"اكيد انتي مستغربة .. ازاي اتكلم معاكي بالشكل ده .. ودي اول مرة اقعد اتكلم معاكي اصلا "

فقلت لها :"اصلا .. انا قلت كدا برده "

فقالت :"احنا خلاص بقينا أصدقاء.. أنا حاسة أني أعرفك من زمان .. حب من أول نظرة زي مابيقولوا .. ولا عندك كلام غير ده .. ولو عندك غصبا عنك هنبقي اصدقاء .. احنا خلاص زمايل .. وفي نفس القسم .. وفي نفس المكتب كمان اصل مفيش الا اوضة واحدة لنا"

فضحكت جدا وقلت لها :"ماشي ياروميو .. يلا خليها عليا .. نتوكل علي الله .. وهفكر أصاحبك "

فقالت :"ماشي .. انا هخليكي تندمي علي عدم معرفتي من 10 سنين قبل كدا"

شدني اليها خفة ظلها .. اخذها علي الناس بسهولة صنفتها علي انها اجتماعية من الدرجة الاولي ، كانت دائما تقول ليا :"احترميني يابت .. ولاحظي اني اكبر منك" ، حيث كانت تكبرني بسنوات ولكني كنت اقول لها دائما :"والله انتي عيلة.. تصرفات عيال " .

تعودت عليها .. توافقت مواعيدنا سويا .. كان لايمر يوما الا ونكون علي اتصال لمعرفة اخر اخبار عملنا واخبارنا الاخري .. لازلت اتذكر كلماتها ردا علي كلام عم محمد عامل البوفيه ، عندما يسالنا :"تشربوا ايه يابنات" لترد سريعا :"شاي خفيف سكر زيادة وصلححححححححه.. ولو في كام سندوتش يبقي كلك ذوق"

أتذكر أخر يوم يجمعنا سويا معا انتظرتني في ميدان لبنان ثم بدأنا طريقنا إلي مكان عملنا ، تشاركنا سويا في أكل سندوتشاتنا وقضينا الطريق علي صوت فيروز التي كانت تعشقها ، وصلنا إلي هدفنا ، ذهب كل منا إلي عمله ، أنهيت محاضرتي الأولي سريعا ، ذهبت إليها كي نتناول الشاي سويا لم أجدها ، ذهبت إلي المدرج استأذنتها في الحضور ، لم تكن المحاضرة الأولي التي استمع إليها فيها ، شعرت باختلاف في نبرتها وطريقتها في التعامل مع طلابها – هكذا شعرت – وجدتها وهي ترد علي احد الطلاب علي خلفية مناقشة عن مستقبلهم القادم في ظل الظروف التي نعيشها لترد عليه وتقول :"ليه الإحباط والتشاؤم اللي انتوا فيه ده ، تفاؤلوا بالخير تجدوه ، لعل الأيام القادمة خير..الدنيا حلوة يا جماعة انتوا موش بتسمعوا نانسي ولا إيه "

بعد انتهاء المحاضرة علقت علي مقولتها هذه وقولت لها:" إيه الجمال ده يا عم افلاطون" لترد قائلة ، لا بجد ليه أحنا بننظر لكل حاجة بتشاؤم .......
أيدت كلامها وقلت لها الي الشاي دماغي صدعت منك ، تناولنا الشاي "خفيف سكر زيادة وصلحه " – كما كانت تقول – وتركتها الي محاضرتي واتفقنا علي ان نروح سويا عقب انتهائي

تاخرت عليها ، فإذا بي أجدها تطرق باب القاعة وتقول بوجهها الباسم وخفة دمها :"السلام عليكم .. ازيكم ياشباب اليوم وصحفي المستقبل " ، ثم توجه كلامها لي :"موش هنروح ولا ايه ياهانم .. خادمتك سعدية زهقت من انتظارك .. بلاش الضمير ده اليوم .. عايزة أروح" ، رديت عليها :"خمس دقائق ياسعدية وهخرج جهزي نفسك"

قضينا الطريق إلي منازلنا في حالة هيسترية من الضحك الشديد ، حيث كانت تحكي لي علي موقف حدث معها وسط تعبيراتها وخفة دمها لم نتمالك أنفسنا من كثرة الضحك وقفنا وأخذنا جانبا حتى نهدا .. وقبل دقائق من تركها اتفقنا علي اللقاء في نفس الميدان التي اعتادنا اللقاء فيه يوم الأربعاء.. لكن جاء الأربعاء وهي في عالم اخر..

وكان أخر حوار بيني وبينها هو ذلك الحوار الساخر كما اعتدنا ان نتحدث سويا ، وأنا أجهز نفسي للنزول من سيارتها

هي :"علي رنات وتليفونات"
انا :"لو افتكرتك .. أنتي عارفة المشغوليات والوزارة والرعية"
هي :"ماشي ياعم المهم ، موعدنا يوم الأربعاء "
أنا :"اوكي .. ودعواتك"
هي :"اتحيلي عليا شوية هو الدعاء ببلاش ولا إيه .. وعلي فكرة أن عيد ميلادي بعد بكرة أوعي تنسي الهدية "
أنا : عيد ميلاد .. هدية .. ولا أعرفك .. ثم دي بدعة
هي : بدعة بدعة .. موش هتنازل عن الهدية
أنا : اركني ياست .. وموش عايزة أشوفك تاني
هي : "ماشي .. بس أوعي تنسي تبعتي ليا جوباتي ودباديبي "
انا :"حاضر .. وأنا هسحب السفير بتاعي كمان من عندك"

لم أكن أتخيل ان هذه أخر مرة أراها فيها .. وهذا أخر حوار بينا .. وهذه أخر تعليقاتها لي .. وهذه أخر مرة اسمع صوتها .. أخر ابتسامة أراها علي وجهها .. لو كنت اعلم لما تركتها .. لأطلت الحديث معها .. فسبحان الله عالم الغيب..

جاء يوم الأربعاء .. لم تأت إلي العمل .. اتصلت عليها لأجد تليفونها لا يرد بعد محاولات كثيرة .. مر اليوم .. حاولت الاتصال في اليوم التالي ولكن نفس النتيجة .. جاء يوم السبت لم تأت أيضا وتليفونها لا يرد .. بعد محاولات عثرت علي تليفون منزلها من احدي الزميلات .. لترد علي أختها وتبلغني بالفاجعة وفاتها هي ووالدها في حادث سير" ، فسبحان الله العظيم .. ولا اعتراض علي قضائه

فرغم قصر مدة معرفتي بها والتي لم تتعدي الأربعة اشهر .. إلا أنني لم اعد أتخيل المكان بدونها .. فمعها تعرفنا علي العمل وعلي الزملاء .. وبخفة ظلها قضينا أيامنا .. وبكلماتها وحسها المرهف ورومانسيتها عشنا في مدينتها الفاضلة.. انتظر تليفونها اليومي آو حتى رنتها وأنا علي يقين بأنه لن يحدث .. لم اعد قادرة علي حذف رقمها .. لم اعد قادرة علي رؤية اسمها علي الماسنجر وأنا مدركة انه لن يضئ مرة أخري .. وان أتلقي تعليقاتها بخفة دمها وروحها المرحة .

لازالت العبارة التي كانت تتخذها شعارا لها ترن في أذني بصوتها فكانت دائما ما تردد عبارة الشاعر التركي ناظم حكمت التي تقول :"أجمل الأنهار لم نراها بعد .. أجمل الكتب لم نقراها بعد .. أجمل أيام حياتنا لم تأت بعد".

قد انوي كتابة بوست عنها .. وعن حكايتها الجميلة .. وعن شحنة التفاؤل والحب التي تحمله للآخرين .. ولكن شاء القدر أن يكون عن رحيلها ..

هذه إرادة الله .. قد نحزن .. تغلبنا دموعنا .. ولكن لابد الرضا بقضاء الله

فإلي رحمة الله يا أميرتي .. إلي جنة الخلد بإذن الله .. يا حبيبة قلبي.


الاثنين، ٢٣ مارس ٢٠٠٩

شخابيط ميكروباصية


شخبطة دونتها في الميكروباص في طريقي إلي عملي وسط جو هادئ ، وطريق هادئ جدا علي أنغام موسيقي هادئة أدارها السائق علي غير المعتاد ، خلقت جو من الهدوء المريح التي دفعني لإخراج ورقة وقلم لكتابة هذه الشخبطة بشكلها البدائي

صورتي ما هي!

قد تخدعنا وجوه الأشخاص ونصدر حكم مسبق عليهم بانهم جيدين والعكس ، وقد تتعرف علي بعض الأشخاص وتكتشف مع مرور الوقت انهم مختلفين تماما عن الأسباب التي دفعتك للقرب منهم او صداقاتهم نتيجة صورة مزيفة يريدون ان تأخذها عنه ، ويرسمون صورة لهم ويتفنون في اقناع الاخرين برويتها وإدراكها بالطريقة التي يريدون ان تكون عليها قد ينجحون في ذلك وقد يفشلون مع مرور الوقت في الحفاظ علي هذه الصورة .

وهو ما ذهب إليه "اوسكار وايلد" في روايته "صورة دوريان جراي"التي تحكي قصة شاب ذهب إلي فنان يرسم له صورته فرسمها له بوسامته وبراءته كما رآها الفنان ، فعلق هذه الصورة علي الحائط وكانت كل تصرفات الشاب السلبية تظهر علي الصورة مع مرور الوقت ، فهو لازال محتفظ بوسامته أمام الناس ولازالت البراءة تسيطر علي ملامحه .

ولكن تظهر كل أعماله المشينة علي الصورة المعلقة علي الحائط والتي تزداد سوادا مع مرور الوقت فهو مخادع ينهب أموال الناس ودفع احدي الفتيات للانتحار ، وهو إنسان متعجرف

فالفكرة التي يطرحها هي أن لكل إنسان صورتين أحداهما حقيقية هي التي يعرفها عن نفسه وتعكس شخصيته بعيوبها ومميزاتها وأخري مزيفة هي التي تظهر أمام الآخرين .

تسألت كثيرا هل حقا لكل إنسان شخصيتين؟ ، ولماذا يكون الإنسان كذلك ؟

هل يريد أن يتجمل الإنسان أمام الآخرين حيث يبدو إنسان مثالي ، ويشيد به من حوله ، ولكن هنا يكذب علي نفسه أولا قبل أن يكذب علي الآخرين ، وقد يكذب الكذبة ويصدقها هو الأخر من كثرة تكرارها ، هل يستريح الانسان عندما يعتقد من حوله انه انسان مثالي ؟ ، اعتقد انه يتعب نفسه اكثر فلماذا لايحاول ان يكون فعلا جيد دون كذب او يحاول ان يكون بالشكل الذي يحب ان يراه الناس عليه .

فكرت في نقطة اخري انه تبعا للشخصية المزيفة التي يريد ذلك الشخص يقوم ببعض الاعمال الجيدة لاغراض غير المعلنة ، رغم عدم اقتناعه من داخله بأهميتها ، لكنها قد تكون خطوة في طريق حياة جديدة لهذا الفرد عندما يعتاد علي أعمال جيدة يشيد بها الاخرين بل ويجمع علي أهميتها فيقتنع بها ويتحول تدريجيا من داخله الي تلك الشخصية التي يحاول ان يرسمها لنفسه كما يقول "بريان تريسي" .
وفي ظل التعقيدات التي نعيشه وجو التوتر العصبي أصبح من الصعب ان تجد شخصية تقول "انا كدا" لي مميزات ولي عيوب ولكن احاول ان أتغلب علي عيوبي هذه مع الوقت ، شخصية تعترف امام نفسها اولا باهدافها الحقيقية من وراء أعمالها لا ان تخدع نفسها وتخدع الآخرين

الدين النصيحة

تسألت اين تطبيق هذه المقولة الان ، لم تعد من اخلاقنا ذهبت مع الريح كما ذهبت غيرها من اهم التعاليم التي يامرنا بها ديننا ، لم اعد اري أي تطبيق لها علي ارض الواقع
فهذا الزميل يري زميله يخطي ويتركه دون توجيه له بل وينتقده في حديثه مع زميل اخر ويعتقد المخطي انه مصيب
بل قد يشجع البعض الاخر علي الخطا وينتقده كذلك دون ان يعلم
لماذا لا نوجه زملائنا او حتي أي فرد نري ان مايقوم به خطا سواء وفق مايفرضه ديننا او عرف المجتمع ونقول لهم انه مخطئ باسلوب مهذب لايجرح او يهين او يشعره بالتعالي عليه .
ولماذا لانقبل نصيحة الاخرين حتي وان كانت بشكل لائم او فرح او حتي شامت ويقولها علي سبيل التعالي ونقبلها او لا باسلوب مهذب ايضا .

كثيرا مااسمع البعض ينتقد زميله ولم يفكر ان يوجه له النصح ويقول :"لا لا ياعم دا انا لو نصحته ممكن يرد علي باسلوب موش كويس" دون ان يجرب باسلوب مهذب دون علم الاخرين ؟!

واري البعض يبعد عن زميله الاخر لانه يراه مخطي ، نعم اترك زميلتي التي اجده مصدر فساد لي ولكن بعد ماذا؟ ، عندما اوجهه ولا ولكن لم يعد موجودا ايضا !

لم نعد نحب ثقافة النصيحة سواء عندما توجه لنا او يحتم علينا الأمر ان نقولها!!!.
حب الظهور

عندما اتامل من حولي اقسمهم الي فئين اساسيتين وهما فئة تحب الظهور والشهرة باي شكل كان حتي وان كان علي حساب اعمال الاخرين ، ويحاولون ان يثبوا لمن حولهم انهم جديرين باهتمام الناس بل ويعتقدون انهم افضل اقرانهم ويحاولون ان يوصلوا هذه الصورة للاخرين بقولهم الدائم انا عملت كذا وكذا وكذا ، فئة تمتدح نفسها باستمرار
الفئة الاخري : فئة تحب ان تظل في الخفاء تعمل ماتراه صحيحا وتساعد غيرها دون ان تحب الظهور بل وقد تبعد عن أي عمل يدفع بها للشهرة ، شخصية تعتقد انه عادية بل اقل من اقرانها ، لكن قد يدفعها من يؤمن باهميتها بالشهرة والتي يستكثرها عي نفسه ويعتقد انه غير اهل لها !، تجدها الجندي المجهول في كثير من الاعمال الجيدة ، شخصية تدفع غيرها الي الاعمال التي ترقي بهم بل قد تكون سببا في شهرة الاخرين

موش عارفة ليه موش عايزة اؤمن انه في ناس وسط بين هاتين الفئتين !، اكيد مع الوقت هقتنع .

الخميس، ١٢ مارس ٢٠٠٩

مواقف نصف كوم


موقف "1"
مقلب نصف كوم من زميلات الطفولة والدراسة وبنات بلدي – الجدعات اوي! – بدايته تليفون من ".... " نصه :"ازيك يا.. ؟ عاملة ايه؟ بقولك زميلتنا ... رجلها اتكسرت وكلنا رحنا لها وهي زعلانة منك اوي"
ارد بكل براءة :"والله معرفش ازاي متقولوش ليا وانتم رايحين "
تنتهي المكالمة معها واتصل سريعا بزميلتي صاحبة الرجل المكسورة! لتقول معاتبة :"والله انتي صداقتك زفت وعلينا بخسارة موش بتعبري حد " وكلام من هذا القبيل" ، لارد بكل اعتذار وسماح – مسكينة انا - واقول لها سااتي ليكي واصلحك ، لتقول :"حددي ليا ميعاد واوعي تتصلي تقولي موش جاية " ، بكل براءة حددت الميعاد ، وفي اليوم المحدد ذهبت في بداية دخولي لمنزلها استقبلتني والداتها سلمت عليها وعاتبتني هي الاخري علي عدم زيارتهم ووسط الكلام قلت لها :"الف سلامة علي ..." لترد :"هي مالها؟!"
هنا بدأت ملامح المقلب تتضح
ادخل غرفتها لاجدها تستقبلني بضحك شديد وهي سليمة – من غير جبس- وسط تجمع من زميلاتي وكل منهن تضحك وتضرب كف علي كف علي اني شربت المقلب .
وقلبوا الموقف ضدي واني موش بسال عليهن واني مقصرة والموقف ده علشان عايزني اقعد معاهم ، فلم يجدوا الا الخطة الجريئة دي.
موش هقول ايه كان رد فعلي وقتها
بس صراحة قضيت معهن وقت جميل وان كان قصير جدا
وبعدها بحوالي ثلاثة ايام اذا بزميلتي هذه تتصل بي لاقول لها باستهزاء في بداية الكلام :"هاه .. ايه اللي اتكسر المرة دي فيكي أيدك ولا ذراعك!!"
لترد قائلة :"والله العظيم رجلي أتكسرت .. ذنبك طلع عليا "
لم اجد وقتها الا قول :"لاتعليق"

"موقف 2"
في اثناء عودتي لبيتي قررت شراء بعض المستلزمات من احدي المكتبات وما ان قربت منها وجدت تجمع من مدرسين المرحلة الاعدادية لي ، وقفت سريعا وفكرت هل اسلم عليهم ام لا؟ ، بس قلت ممكن يكونوا موش فاكرني وكمان اتحرجت اقف واسلم علي خمس مدرسين ولو افتكرني واحد الثاني موش هيفتكر ، وقلت اكيد هما موش هيعرفوني وقررت ان ادخل سريعا الي المكتبة وفعلت ، فاخذت طريقي الي داخل المكتبة دون نظر حولي وسط المدرسية وماان وضعت قدمي داخل المكتبة الا واجد صوت من خلفي يقول :"انتي يابنت اللي اسمك "....." ، وقفت سريعا وادركت انه صوت احد مدرسيني ، التفت سريعا ووشي في الارض – موش قادرة ارفع وشي في وشه – ورجعت للخلف وقلت له ازي حضرتك يااستاذ .... ، فرد سريعا وقال :"كويس ماانتي عارفة اسمي كويس اهو"
ولسة هبدا ابرر موقفي فقاطعني مدرس اخر وقال اوعي تقولي أي كلمة شكلك موش اللي هو ده موقف يتعمل منك ، اردت ان اتكلم فقاطعني سريعا :"متحوليش تبرري ، فقطاعته :"والله ॥ "فقاطعني اوعي تقولي ولاكلمة ، ويرد اخر ويقول :"هم البنات كدا تبقي شايفاك كويس وعارفاك ومتكلمكش " ، جيت ارد ولكن برده بلا فائدة.
وسلمت عليهم وكلهم لوم لي وانا موش عارفة ارد باي كلمة ابرر موقفي ، سالوني ان احوالي وانا ايضا ، وضحكت معهم وقلت لهم جميل هذا التجمع هو انتم هتعملوا اضراب ولا ايه ، فردوا لا علشان نافشك وانتي بتهربي
بس صراحة كان موقف نصف كوم مني ، بس اعمل ايه ؟!.


موقف "3 "

هو موش موقف واحد بس مجموعة من المواقف اثارها عندي موقف اخير من زميلات العمل اتهموني باني شخصية عملية جدا ، وكثير جدا بيقول ليا كدا حتي اهل بيتي ، طبعا برد واقول ابدا انا شايفة نفسي شخصية عادية جدا بس بحب انظم وقتي وموش بضيعوا واقول دايما :"الوقت كالسيف اذ لم تقطعه قطعك حتتا حتتا "

موش عارفة بس يبدو مع التكرار في هذه المقولة :"انتي عملية " كان لازم اقر واعترف باني كذلك علي نفس لغتهم
ولكن بلغتي هو ده الطبيعي تنظم وقتك كويس .. لاتضيع الوقت .. بس برده لازم شوية للترفيه والامور الحياتية الاخري

بس بحاول اقنع نفسي :"اني عملية جدا" ومنه لازم اتغير ، بس بسال نفسي هل ممكن اقتنع بذلك؟!

الخميس، ٥ فبراير ٢٠٠٩

أين التأثير؟!


كثيرا ما نعمل دون أن ندرك ما نقوم به ومدي قيمته أو تأثيره علي الآخرين ودرجة أهميته والضرر التي يمكن أن يتحقق إذا لم أقوم به ، والعكس صحيح فكثير مانشعر باننا نعمل مالم يستطع الاخرين القيام به ويكون غير ذات قيمة ، ولكن الاهم ان ندرك فعلا قيمة مانقوم به ونعترف بالتقصير اذا لم ننجح في عمل شئ مؤثر فعلا دون لغة الشعارات .

ففي السنة الأولي بالكلية كانت أكثر معادلة خرجت بها وكانت موضوع التركيز الأول ما يسمي عناصر العملية الاتصالية وهي (مرسل – رسالة – وسيلة – مستقبل أو الجمهور – تأثير – رجع الصدى) ، حتي حفظناها واعتبرناها الثابت الأساسي خرجت من عامي الأول بالجامعة وعلي اقتناع كامل بهذه المعادلة التي كانت علي رأس أي نظرية اتصالية ، أدركت أنني سأكون صحفية أي مرسل هقدم رسالة – نضع تحتها ألف خط – من خلال وسيلة أي الصحيفة أو الموقع – لمستقبل أو الجمهور اللي هيقرا الكلام ده ، ولابد ان أحدث تأثير فيه ، ثم يكون له رد فعل تجاه ما اكتب
لم أكن ساذجة عندما فكرت في ذلك ولكنني قلت إنني التحقت بكلية أحبها ولازم أتخرج منها لأكون صحفية مميزة لها دور ولها رسالة عايزة تقولها

تخرجت والتحقت بالعمل وبعد مرور أكثر من عامين من عملي بمجال الصحافة وضعت الكثير من التساؤلات التي خرجت منها باني لم أقدم أي شي
في مناقشة مع احد الأطباء تناولت الكثير من الموضوعات ، ووسط الكلام بيقول ليا :"يلا يا ستي أسنانك اهي بقت عشرة علي عشرة ، علشان تبقي تفتكريني بالخير " ، فردت أختي عليه قائلة :"الحمد لله بس أنت خربت بيتنا " ، فقال :"يا عامل الخير ما ينوبك إلا عدم شكر الناس ، طيب كنت خلعت أسنانها أحسن بقا" ، وهنا رديت أنا ضاحكة وقلت له :"كنت هتعملها.. حضرتك قلت ليا أول مرة ضرسك ده عايز حاجة من اثنين أما أن تخلعيه وأما أن نعمل له حشو عصب ب ... جنيه ، يعني أما الخلع أو الدفع" ، فرد قائلا :"ده شغلي وكمان مهو انتي ارتاحتي وكدا أفضل من الخلع " ، فردت أختي ضاحكة :"كله أولا فضل الله بس بفلوسنا" ، فقال :"والله ما هخلص منكم .. والله أنا غلطان " ، وقال لي :"انتي في شغلك كصحفية موش بتاخذي فلوس عليه ومثلا لو عملتي حاجة مميزة بيبقي ثمنها أفضل " ، فكرت وقلت :"نعم " ، وقلت له لا تقارن ، قال :"طب ليه" قلت له :"كفاية عليك دعوة مريض لك بأنك كنت بعد الله سبب في شفائه "
فقال :"نعم بس ما أنتي برده شغلك له نتيجة ولا إيه "، هنا رديت وقلت :"طبعا"
انتهي الحوار ، وفي طريق عودتي لبيتنا فكرت في الكلام وقلت طب هذا الدكتور شاف أمامه تأثير عمله في تحسن المريض أمامه وبالتالي فهو صاحب تأثير ملموس ، طب فين التأثير اللي أنا عملته علي مدار أكثر من عامين كانت إجابتي :"لا شئ" نعم لم اعمل أي شئ هذا في رأيي

فكل إنسان لابد أن يكون صاحب رسالة يحاول أن يقوم به ولكن ما الرسالة اللي عايزة أقولها أو أوصلها في كل موضوع أو حتي كلمة اكتبها ، أين اهم ركن من اركان العملية الاتصالية "الرسالة" هل في كل موضوع عملته حددت رسالة عايزة اقولها واذا كانت الإجابة بنعم طب فين "التاثير" ، عدت بالتفكير الي بداية مادرست من نظريات الاعلام وهو ان التاثير لايكون بنظرية الطلقة السحرية او التاثير الوقتي ولكنه يكون علي المدي القريب والبعيد ولكن قلت اين هذا ايضا.

نظرت في كل ما أقوم به يوميا شوية موضوعات وأخبار ، فهولاء زملائي يقولون لي :"يلا شوفي لنا عنوان مطرقع من عناوينك للموضوع ده .. عايزينه اعلي القراءات" ، لاقوم أنا مسرعة اقتراح العناوين ، ولكن أين التأثير أيضا ؟ أين الرسالة؟ هل جذب القارئ هي أخر رسالتي؟!.

يمكن ساعات بندم علي التحاقي بهذه الكلية وهذه المهنة وبقول في نفسي ليه لم اسمع كلام أهلي والتحق بالقسم العلمي وكنت التحقت بأي كلية علمية والسلام واهو كنت هشعر أني بعمل حاجة مفيدة للناس

أخذت كل هذا الكلام والتفكير محمل الجد وتناقشت فيه مع شيخ وأستاذ فاضل وأب اعتز به جدا وبرأيه ، فقال فيما معني كلامه ان التأثير ليس شرط ان يكون تأثير ملموس او واضح والا لخالفنا كل قوانين الطبيعة فنحن لانري الهواء ولكنه يؤثر فينا ، وقال بالكلمة قامت شعوب وأمم وانهدمت شعوب وأمم فكل قائد حقق نصر كان نتيجة مجموعة من المعتقدات والأفكار التي يؤمن ها والتي تأثر بها من خلال احد الأشخاص التي قام بتوصيلها له وإقناعه بها .

وتطرق لامثلة كثيرة من الكتاب والسنة ، وقال بخصوص موضوعنا ان يكون لابد لاي شخص ان يضع أولا في اعتباره ان ما يقوم به من العمل يكون بغرض رضا الله فهو مسخر ، وبالتالي ان أدرك ذلك فسيكون له رسالة يحاول من خلال مهنته ان يوصلها .

ثم قال في نهاية كلامه :"تعالي هنا .. عايزة تفهميني انك بتعملي حاجة انتي موش مقتنعة بيها ؟ " ، وقتها قلت له :"والله ماانا عارفة ".

الجمعة، ٣٠ يناير ٢٠٠٩

لست مخطئة


نعم لست مخطئة حتى انسحب من عالم التدوين رغما عني ، أو حتى اضطر أن اعمل مدونة جديدة لا يعلمها البعض .

نعم لست مخطئة أن اعبر عن نفسي أو عما يحيط بي بالشكل الذي أراه صحيحا طالما لا يتعارض مع الدين أولا والأخلاق ثانيا وتربيتي واحترامي لذاتي ولعاداتي وتقاليدي ثالثا .

نعم لست مخطئة لتفكير البعض الخاطئ ، أو حتى لرؤية مختلفة للبعض .

نعم لست مخطئة عندما فكرت أن أنشئ مدونة خاصة بي أسجل فيها الدنيا كما أراها ، أقول أنا كذلك بكل ما بي من عيوب وأفكار قد تكون صحيحة أو خاطئة .

نعم لست مخطئة ، فمعني الخطأ الخروج عن المعتاد الخروج عن الدين الخروج عن العادات والتقاليد التي ارتضاها ما حولنا واتفقوا علي إنها صحيحة.

ولكن الخطأ الفعلي الذي ارتكبته هو ترك ذلك الشعور بالاستسلام والضعف يتغلب علي دفعني سريعا لإعلان الانسحاب الفوري لمجرد كلمات لا يعتد بها .

شعور دفعني بدون تفكير أن اسحب مدونتي رغم اقتناعي الكامل بعدم صحة ذلك ، ولكن حالة من الضعف سيطرت علي شجعني عليها شعور مسبق بالاكتئاب وعدم الرغبة في عمل أو كتابة جديد ، جاء بعده أحداث غزة التي عجز القلم عن التعبير عما يدور في ذهنه من إحساس بالعجز والحزن .

أخطأت – من وجهة نظري- عندما لم ااخذ ذلك الموقف مثل غيره من المواقف ببساطة وروح مرحة بنفس غير متكلفة كعادتي ، آو حتى بأسلوبي الذي يظهر أمام الآخرين عدم الاهتمام لبعض الأشياء أو المواقف.

فكرت كثيرا أن أنشئ مدونة جديدة واترك تلك المدونة التي سجلت فيها بعض المواقف بشكل بسيط غير متكلف وكأنني أتحدث مع نفسي أو مع احد أخواتي ، سجلت أشياء تمثل نظرتي في ذلك الوقت ، وأنا أتجول في أرشيفها أقول إيه اللي أنا كتباه ده؟! ، واري البعض منها غير جيد بالمرة أو تافه – كما يري البعض – ولكن أنا سجلته ووقتها كنت أري انه يد ومهم ، فهذا هو الإنسان تتغير نظرته للأشياء والأشخاص والمواقف مع مرور الوقت .

قررت عمل المدونة الجديدة واليوم الذي قررت البدء قلت كيف ولماذا اترك مدونتي؟ ، اانتي بهذه الضعف والاستسلام ؟! ، لماذا تتركي مكان مقنعة بكل كلمة فيه ؟ ! ، وقتها سريعا قلت لا طبعا وسأظهر مدونتي مرة أخري ولكن أخفيها مرة أخري وهكذا فعلت ، وقلت طالما مقتنعة بشئ لن اتركه مهما كان .


السبت، ٣ يناير ٢٠٠٩

ابتسامتك .. لن أنساها أبدا

منذ فتح معبر رفح في المرة السابقة وأنا أتمني الذهاب إلي رفح ومنها الي غزة ، فكم راودني الحلم وتمنيت لو تحقق .. ومع بدء العدوان علي غزة وعلمت ببدء تدفق المساعدا ولجان الاغاثة علي معبر رفح .. صممت في نفسي ان احاول بكل الطرق ان اذهب الي هناك .. أردت ان أري الوضع بعيني بعيد عن شاشات التليفزيون .. والحمد لله جاءت ليا الفرصة .. وذهبت بالفعل

مواقف كثيرة وأشياء البعض منها متناقض دار في هذا اليوم السريع

فقد عزمت مع نفسي ان تستمر الرحلة مايقرب من الخمسة ايام ولكنني كي احصل علي موافقة اسرتي اكدت انها يوم واحد – نعم كذبت – واحتمال ان استمر ، ولكن امي اصرت علي وعدها يوم واحد فقلت لها ماشي يوم يوم بس اروح
خواطر كثيرة دارت في عقلي ليلة هذا اليوم ، فبكلمات عميقة تخرج من قلبي مع اختي خلطها بالهزار اقول لها :"ياه يااسماء لو اروح ويفتحوا المعبر وندخل غزة واموت شهيدة والله هذا مااتمني " ، لترد هي ايضا باسلوبها الجميل:"ماشي شهيدة ماشي .. جريحة لا"

لم استطع النوم هذه الليلة ولا دقيقة واحدة فلكم كانت تغمري الفرحة الشديدة – فقد غطت هذه الفرحة علي موجة الحزن التي كنت أعاني منها فتحول الموقف 360 درجة كما يقال .

بدت الرحلة وعزمت علي نسيان همومي الشخصية والتفكير في القادم وماذا سأفعل .. بالأناشيد الحماسية قضيت الطريق .

مواقف كثيرة واحداث في هذا اليوم القصير لعل اهم ماالتقطه منه وتاثيرها الكبير في التقط منها احد الجرحى والذي عجز عن الحديث نظرا لسوء حالته ، نظرت اليه طويلا لاادري لماذا نقلت تعبيرات وجهه الي معاني كثيرة نقلت الي معني العزة علي ارض الواقع فكثيرا مانهلل ونقول العزة العزة ولكن وجدتها مجسدة علي وجهه ، معني الصمود بمعني الكلمة فهذا الوجه الباسم يعطي لك الامل في الرغبة في الشفاء والعودة لاستكمال المسيرة ، نقل اليه وجهه عجزي عن عدم تقديم الي شئ لهم ، نقل الي مدي النعمة التي نحن فيها فهولاء لايلقون حتي العلاج في وطنهم .

وأشعرتني ابتسامته رغم المعاناة التي هو بها باني تافهة جدا فلأسباب عبيطة ندخل انفسنا في موجات من لحزن .. ذلك الوجه الباسم التي لن انساه طوال حياتي مثل ليا الكثير وخرجت منه بمعاني كثيرة .. عزمت أن أعيد منها الكثير من مواقفي .

وجدت بعض النساء الذين جاءوا مع الجرحى يحركهم إيمان شديد من الله ، وقوة مغمورة بالحنان .. تشعر من نظرتها انك تعرفها من وقت طويل.. وكلماتها الحماسية لابنها ودفعه علي التماثل للشفاء للعودة لوطنها والكفاح حتى الشهادة وقتها لاادري لماذا تذكرت نظرة الخوف والرجاء من أمي وأنا أودعها صباحا قبل مغادرتي وهي تقول ليا :"يوم واحد وهناخذ بالنا من نفسنا وكل شوية تليفون ".. فهذه ام وهذه أم .. لا ألوم الي طرف منهم فلكل منهم طبيعة وحياة تفرض عليهم سلوك معين .. وقلت يمكن لو كانت أمي مكانها لفعلت ذلك وأكثر.