الأحد، ٢٩ يونيو ٢٠٠٨

راية بيضاء


لا للضعف .. لا للاستسلام .. لا للكسل .. لا ... لا .. لآت كثيرة ملئت بها دماغي بدءا من التحاقي بكليتي ثم خروجي لعالم العمل .
أجهدت نفسي كثيرا .. نعم ، تعديت علي أشياء أخرى لا يمكن ببساطة التعدي عليها .. نعم ، قلت لنفسي كثيرا أنتي قادرة علي عمل كذا وكذا وكذا بس توكلي علي الله واعمليها ياشيخة بلاش كسل.

ولكن الآن رفع جسدي الراية البيضاء في مقابل طموحي قائلا :"ارحميني شوية "
ودار هذا الحوار بين جسدي وعقلي الذي يسكن بداخله طموحي
الجسد : يا شيخ اتقي الله فيا ارحمني شوية خلاص تعبت
العقل : ليه بتقول كدا ما أنت زي الفل اهو الله يمن عليك بدوام الصحة
الجسد : حرام علي كويس ايه انا وصلت لأخرى عايز أنام نوم عميق وعايز أتفسح واشم هواء وعايز استقر شوية دون تنطيط وعايز...
العقل : كفاية في إيه انت كسولي كدا ليه خليك نشيط
الجسد : نشاط إيه ، خلاص انا مناعتي راحت ومش قادر اقاوم الصداع دائما ما يكون صديقي والبرد بقي ضيفي الدائم وووو
العقل : لا لا أنا لم أتعود عليك كدا انت دايما نشيط وبتمشي ورأيا ليه التمرد المفاجي ده
الجسد : ياسيدي قلت لك تعبان .. تعبان .. واهو برفع الراية البيضاء .. انا ضعيف .. أنا ضعيف .. انا مهزوم .. انا .......
العقل : خلاص خلاص ياكسلان ، أنا كنت فكراك اكثر قوة من كدا واكثر نشاطا
الجسد : أنا قدرتي كدا ، مش بيقولوا "رحم الله امرئ عرف قدر نفسه" وطبقيها بقي علي الجسد .
العقل : بص أنا هقولك أنا بعمل كدا ليه وبضغط عليك ليه
الجسد : هاه هاه هاه هاه يعني بتعترف انك تعبتني معاك اوي واني بسببك بواجه اهو متاعب كثيرة
العقل : انت هتسوء فيها اسمع بقا من غير كلام
الجسد : طب قول انا سمعك اهو
العقل : بص ياسيدي انا نفسي اعمل حاجة كويسة وحتى الآن موش عارفة ايه هي بالظبط فشايفة اني لازم اجرب حاجات كثيرة امسك في حاجات كثيرة برده وفي الاخر هلاقي نفسي في حاجة أكيد طالما لاقيت نفسي هنجز فيها وبآذن الله اقدر من خلالها اقدم شي كويس ويفيد الناس.
الجسد : يا سيدي مابلاش مثالية وكلام انشاء بقا
العقل : والله موش مثالية ولكن هو ده الوضع
الجسد : بس أنتي طموحك زائد آوى وفي الآخر هتروحي في آبو نكلا وهتاخذيني وراكي إذا لم اكن قبلك .
العقل : معلش بس هل الطموح الزائد ده عيب ؟! ، انا اعتقد انه ميزة
الجسد : نعم ميزة بس اذا اتعب جسد صاحبه يعتبر عيب ولازم يهدا شوية
العقل : نعم انا مقتنع ياسيدي ، في المرحلة المقبلة هنهدا شوية
الجسد : هنقول المرحلة المقبلة برده هروب تاني وتحايل
العقل : موش تحايل ولا حاجة ، بس انت برده خليك نشيط كما اعتدت عليك ، ارجوك ساعدني وده في الاخر هيصب في مصلحتك
الجسد : بصي عيني جري فيها ايه تعبانة ازاي ، ولا بص علي رجلي وجعاني ازاي ولا اقولك لك بص عليا بشكل عام ، ضعيف ازاي . ارحمني
العقل : معلش استحمل شوية كمان قريبا هريحك ، يلا اقنع نفسك .. انا موش تعبان .. انا كويس .. انا قوي .. وعلي العموم انا هديك اجازة اسبوع
الجسد : هيه هيه هيه هيه ، شكرا جدا
(العقل محدثا نفسه .. انا اتجننت ولا ايه انا مطلوب مني التزامات ولازم اشتغل الان كذا وكذا وكذا)
وفي هذه الأثناء هم الجسد بالاسترخاء علي السرير استعدادا للنوم فاذا بالعقل يوقظه بأسلوب يعبر عن التمني والاسترضاء
العقل : معلش معلش الأسبوع يبدا من بكرة النهاردة لازم تساعدني وتقوم معايا اعمل كذا وكذا وكذا
الجسد رافعا الراية البيضاء : أنا قلت انك أساسا عيل وهترجع في كلامك .. خلاص أنا تعبت بقا .. ماشي هقوم اهو ، بس لازم اذكرت بحاجة "انا لبدنك اللي هو انا عليك حق".
وفي النهاية تغلب الطموح علي الجسد رغم اقتناعه بظلمه الشديد

حوار بسيط دار في نفسي أردت أن اطرحه ليس للحوار في حد ذاته لكن لان المعتاد ان الإنسان عقل جسد والمفترض ان العقل هو الذي يقود الجسد ، ولكن هل في اوقات معينة يقود الجسد العقل ، لو قلنا نعم خاصة اذا مرض الانسان فجسمه يدفعه ان يتحرك عقله في اتجاهات اخري ، وبالاضافة لاي ان العقل كشي مادي جزء من الجسد فماذا لو ضعف ؟؟!!!.

شوية شخابيط اخري دارت في دماغي قبل النوم يعني ممكن نطلق عليها "تخاريف قبل النوم" يعني اولا قد تكون بلا معني ، وثانيا قد تكون مجرد اشياء لن تغير من الوضع شئ فالعقل هو الذي سيظل مؤثر.