الأربعاء، ٢٣ فبراير ٢٠١١

شبح الغرق

تعلم انها لاتجيد السباحة ولكنها عزمت الابحار في بحر يبدو لها عميق للغاية .. تعي جيدا انها ستواجه الامواج العاتية ومع ذلك اتخذت القرار بالمحاولة بل والاستمرار .

لاتعلم هل تقدم نحو الصواب ام نحو الهاوية ؟! .. لكنها متأكدة ان التجربة تستهويها .. عزمت الغوص في هذا البحر ولكن لا تعلم هل بارادتها ام بدافع منه هو ؟!.

تعتريها الحيرة المحفوفة بالخوف .. تشعر بانها علي حافة مستقبل مبهم .. تظن احيانا انها ستغرق وسط الامواج بلا تحقيق اي انجاز.

لاتستطيع تفسير اسباب الاقدام علي الابحار أهي تلقائية وانفعالية ام عقلانية ؟.. ام انها نتاج طبيعي لبحر نال الاشادة من اناس يسكنون امواجه واناس اخرين ياملون فيه الخير؟ .

لاتعلم ماذا تنتظر من هذا البحر اتنتظر ان يدوم هدوئه وصفائه الذي ارتبط بذهنها من رؤيتها لحوافه ؟!.. اتدرك انها تتعمد احيانا الا تفكر في الاعماق ؟!.. اتنتظر ان يقدم مزيد من قرابين الولاء ليزيد الاطمئنان؟! .

لاتدري دوافعه وحرصه علي خوضها تجربة الابحار فيه وهو مايستهويها ايضا .. تنظر اليها علي انها صك الاطمئنان .. لكن ماذا اذا جار الزمن عليها ؟!.

لا تدري ماذا تفعل اذا استهوتها السفن وعزمت ركوبها لاكتشاف الامواج التي يهابها الكثير والتي تمثل هدفها من هذا البحر! .. تندم احيانا علي عشقها لروح المغامرة التي قد تنال منها .

يستهويها احيانا في خيالاتها ان تعلن له عن مخاوفها منه .. ولكن ماوقع ذلك عليه ؟.. وهل تمتلك الجرأة كي تقولها ؟.. لكنها تتسائل هل الاعلان يعتبر استغلالا لحالة الهدوء الذي ظهر عليها؟.

مثل علي كل البحور تدرك انه يحوي بداخله اهوال وكنوز فتحاول ان تتغاضي عن اهواله بمحاولة اكتشاف كنوزه وتسليط الضوء عليها .. واحيانا تحاول الاقتناع بانها ليست باالاهوال وإنها من تضخمها .. وتعود لتتسائل الي متي ؟ ولماذا؟ .

تخشي من فرق المسافات والاختلافات .. ولكنها تعود وتقول الا يمكن ان تذوب .. او تكتشف انها حالة من الاختلاف المحبب ! .

تتسائل اوصلت لمرحلة من الثقة ان تستغني به عما حولها وتقبل ان تكون وحيدة معه وسط الادغال ؟ .. فان كان نعم فما هي الضمانات كما تراها ؟!.. وان كان لا فماذا تفعل؟.

تأمل منه ان يكون إمامها في صلواتها .. ان يكون سندها وعونها في كل وقت .. ان يكون هدفها هو هدفه وهو الفوز بالجنة .. تري هل تحلم ؟!.. فان كان نعم اليس الحلم مشروع؟!.