الاثنين، ٢٤ مايو ٢٠١٠

انجازات وهمية

بعيون وجفاء وقلوب فارغة .. ينظرون إليه من بعيد
يعتقد أنهم يعدون الخطوات .... بل يرتقبون الأنفاس
ضاق بهم ذرعا .. فهو لا يقبل أي تدخلات
يري أن هناك حدود.. بل ويبني حصون للاختباء
يعدون ما يقوم به إنجازات .. ويحسبه هو أوهام
يمجدونه ويمدحوه .. ينظر إلي نفسه علي انه لاشي
يرون فيه رمز للاجتهاد .. ويري في نفسه عبرة للعقلاء
يحسدونه علي ما أوتي ..ويشفق علي نفسه مما نال
يصنفوه ضمن قائمة السعداء.. ويري نفسه أمير التعساء
يتسامرون عن أفراحه ..وهو يتجرع كاس الأحزان
يتخيلونه غارق في الليالي الملاح..وهو يرقد في بئر الأهوال
يقيسون السعادة بالمتر والميل .. يحددها باللحظات والساعات
صار يبغض ما يسمونه "نجاح" .. فهو يرتبط عنده بالأوجاع
ففي كل واحد منها .. نال ما يقابلها من العقبات
يظن أن هناك أشباح .. تستولي علي كل أوقات حسان
يهرب من كل حفلات .. رفض جني ثمرات الاجتهاد
رفض تلقي واجب العرفان .. تجاهل مناسباته أو أحاديثه
أضحي عمله مجرد أعباء.. افتقد للمهارة في الأداء
يتمني من الآخرين أن ينظرون .. بعيون عادلة أو لا يعلقون
ارتدي ثوب الوجهاء .. كي يكون من الأتباع السعداء
وقفوا وقالوا زعيم الزعماء .. فرأي فيه مزيد من الانتكاسات
وقف وقال من داخل الأعماق.. ارفض حياة مليئة بالأوجاع

الأربعاء، ٥ مايو ٢٠١٠

لا تغضبي

لا تغضبي إن تضاءلت كلماتي .. إن قلت تعبيراتي .. إن كان الصمت جوابي علي استفساراتك .. إن سادت لغة واحدة في تعاملاتي .

لا تغضبي إن توقف الحديث فجأة وعقد لساني .. إن تلهيت في أعمالي .. إن طال غيابي .. إن اجتاح الوجوم أرجائي .

لا تغضبي من اهتمامي بها .. فهي نصفي الأخر .. هي توأم روحي .. هي شريكتي في أحلامي .. في أفراحي .. وقبل ذلك أحزاني .

لا تغضبي فهي لساني عندما يجف كلامي .. هي عيني عندما تسكنها الغشاوة .. هي ضحكتي عندما أعلن اكتئابي .. هي منقذي عندما أقف علي حافة البركان .

لا تغضبي وتقولي أن المسافات بعدت ..وبالتالي لا داعي للعرفان .. فالقلوب دائما قريبة.. أتذكرها في كل عمل من أعمالي .. في كل ابتسامة .. حتى في ردود أفعالي .

لا تغضبي من اختلاف المعاني .. فلي لغتي التي ترفض التغيير .. صارت بعض الكلمات صكوك تعاملاتي .. حفرت دلالتها في غرفة الإنعاش .

لا تغضبي فلي أعذاري .. فسارت الحيرة عنواني .. والتفكير أنهك وجداني .. فأري الدنيا من منظاري .. حدودي لا تقبل الاتساع .. أأبي حتى البوح بالأسباب.

لا تغضبي فللاشئ صار احد أهدافي .. أري فيه متاحف تستحق الزيارة .. كتاب مغلق يبحث عن قارئ .. جزيرة بعيدة تجذب رحالة .. لغة بلا معجم تستهوي عالم .

لا تغضبي وأنت تعلمين مالك في قلبي من معان .. فتذكري كلماتي في وقت صفائك .. ابتسامتي وقت أحزانك .. لساني وقت تتلقي اللوم والعتاب .

لا تغضبي عندما يصور لك شيطانا أني أكن لك نوع من الجفاء .. انك ضيف شرف في حياتي .. فهذه تصورات بلا أساس .. فأنت جزء من كياني.

لا تغضبي وتعلني قطيعة .. إني مازلت بكي جد متمسكة .. تعودت علي وجودك في حياتي .. ارفض منك المقايضة .. ابغض مقارنة ليست علي البال .

لا تغضبي وتقودي شكوى لأناس تختلط عندهم المعاني .. يرون الدنيا من منظار الشماتة .. لا يريدون خيرا دون ضرائب .. يرون الدنيا سوق للتبادل.

لقد قدمت أعذاري فهل تقبلي اعتذاري ؟؟!!.

الأحد، ٢ مايو ٢٠١٠

القسم الملعون

تعشق قراءة قصص الرعب إلي أن أصبحت كاتبة لها ، قرأت لها أكثر من واحدة أعجبت بها ، وأعادت إلي ذاكرتي ولعي بمثل هذه القصص أيام الثانوية والجامعة ..

تحاول دائما أن تصيغ ما حولنا علي انه جزء من مشروع يصلح أن يكون قصة من قصصها ، نضيق منها كثيرا عندما تأول كل موقف علي انه مشهد رعب ..

ترعبني بهبوط يدها المفاجئ علي كتفي وهي تقول بصوت مرتفع "ازيك يا بنت" .. تلقبها زميلاتنا بـ "الشبح" .

أقول لها دائما أنها لن ترتاح إلي أن تموت احدنا .. أو تموت هي إذا هاجمتها الشخصيات التي ترسمها وتتخيلها .. هي زميلتنا "يمني".

أثناء جلوسنا نشرب الشاي ونتكلم أنا واحدي الزميلات .. دفعت الباب فجأة ودخلت بنفس أسلوبها المعتاد .. جلست معنا ودخلت في الحديث ، سألتني زميلتي عن صحتي فقلت إنني بخير ، رجعت وقالت :"موش ملاحظة انك دائما مريضة من ساعة ما تعينتي هنا " ، قلت لها :"عادي يعني .. ودي فيها إيه .. مجرد صدفة" .

وهنا تتدخل "يمني" موجهة كلامها لزميلتنا :"لا موش عادي .. يبدو أن اللعنة أصابتها .. أشمعني هي يعني "، تقبلت زميلتنا الكلام بهدوء وردت قائلة "يبدو ذلك يا شبح"

فقلت لهما ساخرة :"لعنة الفراعنة دي ولا إيه؟!"

لترد يمني :"لا .. لعنة القسم "

لترد زميلتنا :"تصدقي ايوة .. أنا اعرفها من قبل ماتيجي هنا ..كانت زى الفل .. أخرها كان شوية برد"

ضحكت ووجهت كلامي لها :"هي البت دي عديتك ولا إيه .. الله يرحم عقولكم "

قالت :"علي فكرة أنا بتكلم بجد ، يا بنتي مفيش حد جه القسم ده إلا وحدث له شئ موش كويس"

اكملت يمني الكلام :"خذي عندك دكتور "..." أول ماجه هنا سمعنا بعدها بكام يوم أن مرآته ماتت ، ودكتورة "..." بعد ماجت تدرس هنا سمعنا إنها اتطلقت"

وهنا قلت :"اه .. القسم يعني هو اللي طلقهم وموتهم .. تصدقي .. سره باتع"

قالت :"بلاش تريقة .. يا بنتي دي اللعنة.. سبيني أكمل كلامي ..وعندك أميرة صحبتنا ماتت بعد التعيين بشوية .. وأنا بعد تعييني بشهرين أتفسخت خطوبتي .. واللي أمامك دي بعد شوية من التعيين باباها مات .. وغيره وغيره "

قلت لها :"تعرفي فكرة .. تكتبيها قصة جديدة وتسميها "لعنة القسم" .. يلا خلينا نشوف شغلنا أحسن"

قالت يمني :"اضحكي اضحكي .. بكرة تشوفي بنفسك "

قلت لها :"يعني إيه .. كدا اللعنة أصابتني ولا لسة فيه تطورات.. يعني ممكن أموت قريبا!!!"

ردت ضاحكة :"يا بنتي الحاجات دي من الصعب التنبؤ بها .. أنها تدخل في عالم اللامعقول .. عالم الناس اللي تحت الأرض .. عالم صعب السيطرة عليه"

وأكملت :"تعرفي الفكرة كبرت في راسي .. وهبدا اكتب قصة حول الكلام ده "

"مجنونة .. حقا "