السبت، ٣ يناير ٢٠٠٩

ابتسامتك .. لن أنساها أبدا

منذ فتح معبر رفح في المرة السابقة وأنا أتمني الذهاب إلي رفح ومنها الي غزة ، فكم راودني الحلم وتمنيت لو تحقق .. ومع بدء العدوان علي غزة وعلمت ببدء تدفق المساعدا ولجان الاغاثة علي معبر رفح .. صممت في نفسي ان احاول بكل الطرق ان اذهب الي هناك .. أردت ان أري الوضع بعيني بعيد عن شاشات التليفزيون .. والحمد لله جاءت ليا الفرصة .. وذهبت بالفعل

مواقف كثيرة وأشياء البعض منها متناقض دار في هذا اليوم السريع

فقد عزمت مع نفسي ان تستمر الرحلة مايقرب من الخمسة ايام ولكنني كي احصل علي موافقة اسرتي اكدت انها يوم واحد – نعم كذبت – واحتمال ان استمر ، ولكن امي اصرت علي وعدها يوم واحد فقلت لها ماشي يوم يوم بس اروح
خواطر كثيرة دارت في عقلي ليلة هذا اليوم ، فبكلمات عميقة تخرج من قلبي مع اختي خلطها بالهزار اقول لها :"ياه يااسماء لو اروح ويفتحوا المعبر وندخل غزة واموت شهيدة والله هذا مااتمني " ، لترد هي ايضا باسلوبها الجميل:"ماشي شهيدة ماشي .. جريحة لا"

لم استطع النوم هذه الليلة ولا دقيقة واحدة فلكم كانت تغمري الفرحة الشديدة – فقد غطت هذه الفرحة علي موجة الحزن التي كنت أعاني منها فتحول الموقف 360 درجة كما يقال .

بدت الرحلة وعزمت علي نسيان همومي الشخصية والتفكير في القادم وماذا سأفعل .. بالأناشيد الحماسية قضيت الطريق .

مواقف كثيرة واحداث في هذا اليوم القصير لعل اهم ماالتقطه منه وتاثيرها الكبير في التقط منها احد الجرحى والذي عجز عن الحديث نظرا لسوء حالته ، نظرت اليه طويلا لاادري لماذا نقلت تعبيرات وجهه الي معاني كثيرة نقلت الي معني العزة علي ارض الواقع فكثيرا مانهلل ونقول العزة العزة ولكن وجدتها مجسدة علي وجهه ، معني الصمود بمعني الكلمة فهذا الوجه الباسم يعطي لك الامل في الرغبة في الشفاء والعودة لاستكمال المسيرة ، نقل اليه وجهه عجزي عن عدم تقديم الي شئ لهم ، نقل الي مدي النعمة التي نحن فيها فهولاء لايلقون حتي العلاج في وطنهم .

وأشعرتني ابتسامته رغم المعاناة التي هو بها باني تافهة جدا فلأسباب عبيطة ندخل انفسنا في موجات من لحزن .. ذلك الوجه الباسم التي لن انساه طوال حياتي مثل ليا الكثير وخرجت منه بمعاني كثيرة .. عزمت أن أعيد منها الكثير من مواقفي .

وجدت بعض النساء الذين جاءوا مع الجرحى يحركهم إيمان شديد من الله ، وقوة مغمورة بالحنان .. تشعر من نظرتها انك تعرفها من وقت طويل.. وكلماتها الحماسية لابنها ودفعه علي التماثل للشفاء للعودة لوطنها والكفاح حتى الشهادة وقتها لاادري لماذا تذكرت نظرة الخوف والرجاء من أمي وأنا أودعها صباحا قبل مغادرتي وهي تقول ليا :"يوم واحد وهناخذ بالنا من نفسنا وكل شوية تليفون ".. فهذه ام وهذه أم .. لا ألوم الي طرف منهم فلكل منهم طبيعة وحياة تفرض عليهم سلوك معين .. وقلت يمكن لو كانت أمي مكانها لفعلت ذلك وأكثر.

ليست هناك تعليقات: