السبت، ٢٥ أكتوبر ٢٠٠٨

وعملتها


دائما ماكنت كلما رايت المطر اتمني ان انزل وسط الشارع واقف تحت المطر الي ان ابتل واري ملابسي يمطر منها الماء مثل السماء ، فكم تمنيت هذه اللحظات المجنونة الجميلة ، فكلما رايت الاطفال يقومون بذلك اشعر بالفرح لهم جدا جدا وكنت اقول في نفسي "ياه لو كنت طفلة " ، وجاءت لي الفرصة امس ، حيث نزلنا لشراء ملابس الشتاء انا واختي ، وذهبنا الي الازهر ومنطقة الحسين حيث الازقة الضيقة جدا لشراء القماش ، وفي اثناء التجول صدفت احدي زميلات الدراسة بالكلية حيث كانت تقوم بشراء اقمشة هي ايضا حيث تعد لزواجها ، وفي هذه الاثناء اذا برياح شديدة مليئة بالرمال تبعها امطار غزيرة ، حاولنا التخبئ ولكن بلافائدة حيث كانت تتساقط علينا المياه المليئة بالاتربة بعد نزولها علي الصفيح اي مياه غير نظيفة بالمرة ، فقررنا الخروج للشارع الرئيسي وبالفعل خرجنا ووقفنا تحت احد المباني ولكن المطر استمرت ، فخاطبت اختي وزميلتي قائلة :"تعرفوا انا نفسي انزل الان تحت المطر دي "فرددت اختي مسرعة :"انتي اما مجنونة او عبيطة او طفلة" فرددت زميلتي :"والله فكرة وانا نفسي ايضا مااحنا كدا كدا ملابسنا اتبهدلت ، ونعمل حركة مجنونة "، فوجهت كلامي الي اختي :"انا الثلاثة اللي انتي قولتي عليهم" .وبالفعل نزلنا وسط المطر ومشينا حتي لانلفت الانتباه الينا وكاننا نتمشي ، واخذنا نذهب ونرجع حيث تقف اختي ، وهي تنظر الينا وتقول والله مجانين .
أينعم لبسي اتبهدل ، اينعم نشف بعدها علي طول للهواء الشديد ، أينعم اصبت بالبرد وعمالة ااخذ ادوية مرة فلورست ॥ مرة نايت اند داي ॥ مرة مضاد حيوي وكله بلا فائدة ، أينعم اخذت شوية كلام حلو من امي !! ، اينعم اخي الصغير قعد يضحك عليا واختي تحكي لهم ووجدها فرصة مناسبة لاخراج شحنة كبيرة من الغيظ مني - غيظ متراكم - بس فعلا فرحانه جدا جدا ........

السبت، ١١ أكتوبر ٢٠٠٨

عندما تلتقي القلوب


قد تتعرف علي أشخاص كثيرون يوميا بحكم العمل او الدراسة ..... ، ولكن ان تتعرف علي البعض الآخر في الشارع فهذا هو الغريب والجميل في نفس الوقت
فمنذ حوالي ستة شهور أي منذ انتقالي لعملي الجديد اللي مبقاش خلاص جديد ، وتقريبا يوميا كنت أثناء سيري علي الكوبري المؤدي إلي عملي أقابل بنت تبدو عليها ملامح التدين والأخلاق ، ومع مرور الوقت أثناء تقابلنا يوميا دون ترتيب بدائنا دون ان نعرف بعض ان ننظر الي بعض ونبتسم وكأننا نعرف بعض منذ فترة ، وبعد فترة أخري بدأت القي عليها السلام دون توقف منا ، وكثيرا ما كنت التفت عليها علي الكوبري اذا صادف يوم دون ان أراها ، وفعلا تعلقت بها دون ان اعرفها او تعرفني او حتى اعرف اسمها ، وتغيبت لفترة حوالي أسبوعين متتاليين دون ان أراها وعندها شعرت انها وحشتني وكانها احد أصحابي او من أهلي ، الي ان صعدت كالعادة السلم ووجدها واقفة علي جانب من الكوبري وتتلفت وكانها تبحث عن حد تعرفه ، وكالعادة عندما رايتها القيت عليها السلام بابتسامة ، ولكنها هذه المرة اوقفتني وسلمت علي وقالت لي :"ليه من فترة مش بشوفك ، انتي كويسة ؟"
لم استغرب السؤال من شخصية لا اعرفها مسبقا ، لانني كنت اريد ان اساله لها ، فرددت عليها :"انا بخير والحمد لله ، انا بقالي فترة مش بشوفك " فقالت تصدقي اني كنت بدور عليكي يوميا وأتلفت حولي لما مشفكيش".
فقلت لها :"والله نفس الوضع بالنسبة لي ، وده طبعا غريب لاننا لم نعرف بعض ، فوجهك اعتقد اول مرة اشوفه منذ انا انتقلت لشغلي هنا"
وقالت :"والله نفس الوضع انا اول شوفقتك كانت هنا علي الكوبري ده ، بس مع مرور الوقت تعودت ان اراكي يوميا ".
فقلت لها :"فرصة سعيدة طبعا وتعرفت عليها وتعرفت علي وتبادلنا أرقام التليفونات دون تردد من شخص تكلمه للمرة الأولى ، وعرفت أنها تعمل سكرتارية بإحدى الشركات القريبة من عملي".
وبتفكيري في الموقف استغربت كثيرا فهذه بنت لا اعرفها من قبل ولا تعرفني التقينا بالصدفة وتعرفنا علي بعض علي كوبري ، وتوطدت علاقاتنا دون سابق إنذار أو ترتيب ، فسبحان الله العظيم الذي يجمع القلوب علي حبه .


الاثنين، ٦ أكتوبر ٢٠٠٨

لا تعليق .. انه "امن دولة"


"امن دولة" كلمة عندما يسمعها البعض يثار في نفوسهم الخوف والرعب ، والبعض الاخر يصاب بالوجوم ، والبعض يشعر بالاحتقار ، والأخير بالاستهزاء

فامن الدولة في تفسيري الشخصي يعني الحفاظ علي سلامة وامن الدولة من أعداءها ومن كل ما يهدد استقرارها وسلامة المواطنين الذين يعيشون علي أرضها .
ولكن كلمة "امن دولة" هذه الأيام عندما تسمعها يثار في قلبك إما الرعب والخوف والقول :"ربنا يبعدهم عنا" أو التعليق بكلام ينم عن الاحتقار وعدم الاحترام.
فامن الدولة أصبح الآن متمثلا في أعضاء هذا الجهاز الذين ولوا أنفسهم حماة علي الدولة وأصبح كما يشاع أمنها واستقرارها مسئوليتهم الأول فكيف؟! ولماذا؟!.

فهل هم فعلا الحماة علي امن وسلامة الدولة والمتمثلة في حدودها وأملاكها وفوق كل ذلك سكانها؟!!! .
وهل الحفاظ علي امن واستقرار الدولة يعني اعتقال أناس دون ذنب لهم ، وهل تعني منع التجمعات والدروس الدينية وفي المساجد ؟! ، وهل امن الدولة يعني تقييد حرية الناس ، وتقييد حرية الصحافة وباقي وسائل الأعلام ، وهل وهل...................

فأمن الدولة تعلق في ذاكرتي بمواقف تستحق الصورة التي كونتها عنهم ومن هذه المواقف
موقف حكي لنا عنه اخي الكبير انه ذات يوم تاخر في بيت خالي هو واثنين من ابناء خالتي وخرجوا سويا للعودة الي منازلهم ، فاذا بهم علي الطريق الرئيسي يلمحون سيارة امن كبيرة ينادوا عليهم :"اقفوا ياعيال" ، فاذا بهم يهربون منهم وخوفا من مصير لايعلمه علي من جربه من حبس في زنزانتهم دون اسباب ، ولكن للاسف لم يستطيع احد ابناء خالتي من الفرار فتجمدت رجليه ولم يستطيع الحركة ليلحقوا بالاخرين بعد ان يكونوا عادوا الي بيت خالي ويخرج الاهالي وبعد مفاوضات ومشادات تركوا الثالث ورحلوا فهل هذا الحفاظ علي امن واستقرار الدولة ؟!!!!، وقتها ذكرني هذا الموقف بامير المومنين عمر بن الخطاب والقصة الشهيرة عندما كان يتفقد احوال رعيته مساءا وسمع الحوار بين بائعة اللبن وابنتها عندما طلبت الام من ابنتها غش اللبن بالماء قبل ان يراهم احد ، ورد الابنة :"من غشنا فليس منا" ، وإعجاب سيدنا عمر بالابنة ، فهذا هو الأمن والاستقرار والاطمئنان علي أحوال الرعية وتقديم النصح لهم ، وليس ملئ السجون بالناس الأبرياء !!!!.

"امن دولة" عندما اسمعها تحضر في ذهني حديث احد الزملاء عندما يحكي لنا كيف أن تضيقهم علي احد الصيادلة بقريتنا دفعه أن يغلق صيدليته ويهاجر خارج البلاد.

"امن دولة" تعني الاشتراط علي أصحاب محال وصلات الدش منع قنوات معينة من بثها للجمهور .

"امن دولة" تعني ممنوع الاعتكاف في المساجد في رمضان يمكن خوفا من تكوين خلية إرهابية زى تنظيم القاعدة ده يدمر امن مصر !!!

"امن دولة" يعني أخر تقاليعها منع التهجد في كثير من المساجد ، حتي الصلاة بيدخلوا فيها هو ده الحفاظ علي امن واستقرار الدولة بمنع تأدية شعائر الله ؟!!

وتعني ايضا طرد المصلين من المسجد وغلقه بالاقفال لمنع الصلاة فيه صراحة بيحافظوا علي امن الدولة واستقرارها !!.

"امن دولة" تعني منع قافلة لكسر الحصار عن غزة في ذكري حرب اكتوبر واعتقال الكثير فيها .

واخيرا اصبحت الكلمة الاكثر حضورا في ذهني الان لوصف "أمن دولة" هي كلمة "لاتعليق"