الاثنين، ٢٣ مارس ٢٠٠٩

شخابيط ميكروباصية


شخبطة دونتها في الميكروباص في طريقي إلي عملي وسط جو هادئ ، وطريق هادئ جدا علي أنغام موسيقي هادئة أدارها السائق علي غير المعتاد ، خلقت جو من الهدوء المريح التي دفعني لإخراج ورقة وقلم لكتابة هذه الشخبطة بشكلها البدائي

صورتي ما هي!

قد تخدعنا وجوه الأشخاص ونصدر حكم مسبق عليهم بانهم جيدين والعكس ، وقد تتعرف علي بعض الأشخاص وتكتشف مع مرور الوقت انهم مختلفين تماما عن الأسباب التي دفعتك للقرب منهم او صداقاتهم نتيجة صورة مزيفة يريدون ان تأخذها عنه ، ويرسمون صورة لهم ويتفنون في اقناع الاخرين برويتها وإدراكها بالطريقة التي يريدون ان تكون عليها قد ينجحون في ذلك وقد يفشلون مع مرور الوقت في الحفاظ علي هذه الصورة .

وهو ما ذهب إليه "اوسكار وايلد" في روايته "صورة دوريان جراي"التي تحكي قصة شاب ذهب إلي فنان يرسم له صورته فرسمها له بوسامته وبراءته كما رآها الفنان ، فعلق هذه الصورة علي الحائط وكانت كل تصرفات الشاب السلبية تظهر علي الصورة مع مرور الوقت ، فهو لازال محتفظ بوسامته أمام الناس ولازالت البراءة تسيطر علي ملامحه .

ولكن تظهر كل أعماله المشينة علي الصورة المعلقة علي الحائط والتي تزداد سوادا مع مرور الوقت فهو مخادع ينهب أموال الناس ودفع احدي الفتيات للانتحار ، وهو إنسان متعجرف

فالفكرة التي يطرحها هي أن لكل إنسان صورتين أحداهما حقيقية هي التي يعرفها عن نفسه وتعكس شخصيته بعيوبها ومميزاتها وأخري مزيفة هي التي تظهر أمام الآخرين .

تسألت كثيرا هل حقا لكل إنسان شخصيتين؟ ، ولماذا يكون الإنسان كذلك ؟

هل يريد أن يتجمل الإنسان أمام الآخرين حيث يبدو إنسان مثالي ، ويشيد به من حوله ، ولكن هنا يكذب علي نفسه أولا قبل أن يكذب علي الآخرين ، وقد يكذب الكذبة ويصدقها هو الأخر من كثرة تكرارها ، هل يستريح الانسان عندما يعتقد من حوله انه انسان مثالي ؟ ، اعتقد انه يتعب نفسه اكثر فلماذا لايحاول ان يكون فعلا جيد دون كذب او يحاول ان يكون بالشكل الذي يحب ان يراه الناس عليه .

فكرت في نقطة اخري انه تبعا للشخصية المزيفة التي يريد ذلك الشخص يقوم ببعض الاعمال الجيدة لاغراض غير المعلنة ، رغم عدم اقتناعه من داخله بأهميتها ، لكنها قد تكون خطوة في طريق حياة جديدة لهذا الفرد عندما يعتاد علي أعمال جيدة يشيد بها الاخرين بل ويجمع علي أهميتها فيقتنع بها ويتحول تدريجيا من داخله الي تلك الشخصية التي يحاول ان يرسمها لنفسه كما يقول "بريان تريسي" .
وفي ظل التعقيدات التي نعيشه وجو التوتر العصبي أصبح من الصعب ان تجد شخصية تقول "انا كدا" لي مميزات ولي عيوب ولكن احاول ان أتغلب علي عيوبي هذه مع الوقت ، شخصية تعترف امام نفسها اولا باهدافها الحقيقية من وراء أعمالها لا ان تخدع نفسها وتخدع الآخرين

الدين النصيحة

تسألت اين تطبيق هذه المقولة الان ، لم تعد من اخلاقنا ذهبت مع الريح كما ذهبت غيرها من اهم التعاليم التي يامرنا بها ديننا ، لم اعد اري أي تطبيق لها علي ارض الواقع
فهذا الزميل يري زميله يخطي ويتركه دون توجيه له بل وينتقده في حديثه مع زميل اخر ويعتقد المخطي انه مصيب
بل قد يشجع البعض الاخر علي الخطا وينتقده كذلك دون ان يعلم
لماذا لا نوجه زملائنا او حتي أي فرد نري ان مايقوم به خطا سواء وفق مايفرضه ديننا او عرف المجتمع ونقول لهم انه مخطئ باسلوب مهذب لايجرح او يهين او يشعره بالتعالي عليه .
ولماذا لانقبل نصيحة الاخرين حتي وان كانت بشكل لائم او فرح او حتي شامت ويقولها علي سبيل التعالي ونقبلها او لا باسلوب مهذب ايضا .

كثيرا مااسمع البعض ينتقد زميله ولم يفكر ان يوجه له النصح ويقول :"لا لا ياعم دا انا لو نصحته ممكن يرد علي باسلوب موش كويس" دون ان يجرب باسلوب مهذب دون علم الاخرين ؟!

واري البعض يبعد عن زميله الاخر لانه يراه مخطي ، نعم اترك زميلتي التي اجده مصدر فساد لي ولكن بعد ماذا؟ ، عندما اوجهه ولا ولكن لم يعد موجودا ايضا !

لم نعد نحب ثقافة النصيحة سواء عندما توجه لنا او يحتم علينا الأمر ان نقولها!!!.
حب الظهور

عندما اتامل من حولي اقسمهم الي فئين اساسيتين وهما فئة تحب الظهور والشهرة باي شكل كان حتي وان كان علي حساب اعمال الاخرين ، ويحاولون ان يثبوا لمن حولهم انهم جديرين باهتمام الناس بل ويعتقدون انهم افضل اقرانهم ويحاولون ان يوصلوا هذه الصورة للاخرين بقولهم الدائم انا عملت كذا وكذا وكذا ، فئة تمتدح نفسها باستمرار
الفئة الاخري : فئة تحب ان تظل في الخفاء تعمل ماتراه صحيحا وتساعد غيرها دون ان تحب الظهور بل وقد تبعد عن أي عمل يدفع بها للشهرة ، شخصية تعتقد انه عادية بل اقل من اقرانها ، لكن قد يدفعها من يؤمن باهميتها بالشهرة والتي يستكثرها عي نفسه ويعتقد انه غير اهل لها !، تجدها الجندي المجهول في كثير من الاعمال الجيدة ، شخصية تدفع غيرها الي الاعمال التي ترقي بهم بل قد تكون سببا في شهرة الاخرين

موش عارفة ليه موش عايزة اؤمن انه في ناس وسط بين هاتين الفئتين !، اكيد مع الوقت هقتنع .

هناك تعليقان (٢):

أيامنا الحلوة يقول...

كل دي شخابيط ميكروباصية قويللي هو الميكروباص كان رايح فين بالظبط

تحياتي

غير معرف يقول...

نهياوية
منورة يافندم
اه الميكروباص كان من ميدان لبنان للحي الحادي عشر بالسادس من اكتوبر
تستحق المسافة كل الشخابيط دي صح؟؟!!