الاثنين، ١٨ يونيو ٢٠٠٧

عودي ياصديقة عمري



صحيح ان الفرد لايقدر قيمة من حوله الا اذا بعدوا عنه ولايستطيع ان يعبر لهم عما بداخلهم الا عندما يبعدوا عنه ، والبعض يعتقد ان ذلك للاهل فقط سواء ابا او اما او اخوة.... ، ولكنني اضع بجانب ذلك الاصدقاء ، وانا فعلا الان اؤكد بشدة صحة هذه المقولة فقد شعرت بها واعاني منها الان في غياب صديقة عمري ، وهي تلك الصديقة التي تعرفنا علي بعضنا البعض ونحن في المرحلة الاعدادية في الصف الاول الاعدادي علي الرغم من اننا جيران الا ان علاقتنا كانت سطحية ، وقويت العلاقة بيننا من خلال اللعب الذي جمعنا في ذلك الشارع الصغير الذي نسكن فيه ، واصبحت حياتنا واحدة نذاكر سويا ونلعب سويا ونخرج سويا واصحابنا واحدين ، حتي ان زملائنا يسموننا "التؤام" ، ونحن نتحدث بلسان واحد ولايقبل منا ان يسمع علي الاخر كلمة تهينه في غيابه حتي ان بعضنا كان يزعل من الاخرين لانه يمس الاخر وان كان بشكل بسيط ، فنحن اتفقنا من البداية علي اشياء وان لم تكن مرتبة الا انها من تكرارها اصبحت نمطا في حياتنا ، هكذا عشنا وكنا في فصول واحدة ولم يفرق بينا في الدراسة الا الاختلاف في الكليات الا اننا حرصنا علي ان يشجع بعضنا البعض فكنا نذاكر سويا علي الرغم من اختلاف التخصص .
وقبل ايام قليلة اذا بها تاتي لي في بيتي كعادتنا ان نري بعض يوميا وتبلغني انها سوف تذهب الي شغل جديد ونظامه انها تظل به دون عودة الي بيتها لمدة 25 يوما وبعد مناقشة في هذا الموضوع لااريد ان اذكرها اتفقنا علي ان نجلس سويا مدة طويلة قبل ان تذهب للشغل علي ان يكون اليوم المسبق لتلك اليوم الذي تذهب فيه للشغل ، ولكنني نسيت ذلك فجاءت الي بيتي فوجدتني نائمة ولم ترغب في ازعاجي واذا بها تذهب الي الشغل مبكرا دون ان اراها ، وقمت في الصباح وتذكرت ذلك وانا البس استعدادا للخروج للشغل فغضبت جدا من نفسي اني نسيت ان اذهب اليها وغضبت منها انها لم تصحيني من النوم بعد ان قالت لي امي انها مرت علي ، وظللت طوال الطريق افكر في كيف استطيع ان اصبر دون رؤيتها 25 يوم وتمنيت ان تترك الشغل وتعود ، واثناء عودتي من الشغل وفي الميكروباص اذا بالسائق يشغل اغنية علي الرغم من عدم اهتمامي بمثل هذا النوع من الاغاني المهم الا انها لفتت انتباهي فهي تقول "بحبك وحشتيني .. بحبك وانتي نور عيني" وتصدقوني انني كدت ان انهمك في البكاء الا انني ادركت من حولي فحاولت ان افكر في شئ اخر ، واول مارجعت البيت ذهبت الي بيتها احاول ان احصل علي اي رقم تليفون لشغلها لعلي اتصل بها واقول لها وحشتيني ولكن دون فائدة ، والان لا املك الا ان اقول لها "عودي ياصديقة عمري" .
في النهاية ادعوكم زملائي ان تحافظوا علي من حولكم وان تحاولوا ان تعبروا لهم عن مشاعركم تجاههم ولا تنتظروا ان يذهبوا من حولكم.

ليست هناك تعليقات: